أداء رجولي وخسارة مؤلمة.. هل يدفع الإسماعيلي ثمن غلطة واحدة طوال 90 دقيقة؟
حسم فريق بيراميدز مواجهة مثيرة أمام الإسماعيلي بالفوز 1–0، في مباراة شهدت صمودًا دفاعيًا كبيرًا من الدراويش قبل أن يخطف مروان حمدي النقاط الثلاث في الدقائق الأخيرة، ضمن الجولة الثانية من دوري نايل للموسم 2025–2026.
سيناريو المباراة وهدف الحسم
أقيم اللقاء على استاد الدفاع الجوي، في أجواء تحمل ضغوطًا مبكرة على الفريقين بعد بداية متعثرة لبيراميدز في الجولة الأولى ورغبة الإسماعيلي في تثبيت أقدامه مبكرًا في جدول دوري نايل.
الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي رغم أن الإسماعيلي كان الأكثر مبادرة في بعض الفترات، عبر تحركات عبد الرحمن مجدي ومحمود مرعي على الأطراف، لكن غابت الدقة في اللمسة الأخيرة.
في المقابل، اعتمد بيراميدز على الاستحواذ المتدرج وبناء الهجمات من الوسط عبر مهند لاشين وبلاتي توريه، مع انطلاقات مصطفى فتحي وإيفرتون دا سيلفا، إلا أن تماسك دفاع الإسماعيلي وحارس مرماه حال دون اهتزاز الشباك مبكرًا.
وتحولت الركلات الركنية لسلاح حاسم مع توالي المحاولات، حتى جاءت الدقيقة 82 من ركنية نفذها مصطفى فتحي، ارتقى لها البديل مروان حمدي بلا رقابة تقريبًا، ليضعها برأسه في المرمى معلنًا هدف الفوز الوحيد لبيراميدز.
أداء الفريقين: صمود دفاعي ومعاناة هجوميةقدم الإسماعيلي مباراة دفاعية منظمة لفترات طويلة، مع تضييق المساحات أمام منطقة الجزاء والاعتماد على التحولات السريعة، وهو ما أشار إليه المدرب عبد الله الشحات بعد اللقاء بقوله إن «غلطة واحدة دخلت جول» في تلخيص دقيق لسير المواجهة.
الدراويش نجحوا في امتصاص الضغط الهجومي وغلق مفاتيح لعب بيراميدز، لكنهم دفعوا ثمن التراجع المبالغ فيه في الدقائق الأخيرة، ما سمح للمنافس بتكثيف الضغط عبر الكرات الثابتة.
على الجانب الآخر، ورغم تحقيق الفوز، تعرض بيراميدز لانتقادات فنية بسبب إهدار الفرص وغياب الحسم المبكر، حيث أقر أعضاء الجهاز الفني بأن الأداء «أقل من الطموح» وأن الفريق بحاجة لعلاج مشكلة إضاعة الفرص في المباريات الكبرى.
ومع ذلك، يبقى الفوز مهمًا معنويًا لأنه أول انتصار للفريق في الدوري هذا الموسم، ويمنحه دفعة قبل سلسلة مواجهات قوية منتظرة.
كواليس تحكيمية وتعليقات ما بعد اللقاء
المباراة لم تخلُ من الجدل التحكيمي، إذ أشار مصدر داخل بيراميدز إلى رغبة النادي في «العدالة الكاملة» في إدارة مبارياته، رغم أن الفريق خرج فائزًا في نهاية المطاف، في إشارة إلى بعض القرارات التي رأتها الإدارة غير متسقة مع ما يحدث أمام مرمى المنافسين.
في المقابل، ركز الجهاز الفني للإسماعيلي في تصريحاته على الإشادة بروح اللاعبين، معتبرًا أن الفريق قدم مباراة تكتيكية جيدة وكان يستحق الخروج بنقطة على الأقل لولا خطأ التمركز في هدف مروان حمدي.
السخرية ظهرت عبر صفحات جماهيرية بعد تداول واقعة مشاركة لاعب من الإسماعيلي بقميص يحمل اسم علي جبر، ما فتح باب الحديث عن لوائح الانضباط والعقوبات المنتظرة على بيراميدز أو اللاعب المخالف، وإن ظل الجدل حتى الآن في الإطار النظري المرتبط بتفسيرات اللائحة.
هذا المشهد يعكس حالة توتر محيطة بالمباراة، تتجاوز النتيجة إلى ما هو أبعد من المستطيل الأخضر، بين لوائح، وضغوط جماهير، ونقاشات حول العدالة التحكيمية.
تأثير النتيجة على موقف بيراميدز والإسماعيليرفع بيراميدز رصيده بهذا الفوز إلى 3 نقاط مهمّة في بداية مشوار دوري نايل، ليضع نفسه مبكرًا في طريق المنافسة على المربع الذهبي، مع تأكيد من الجهاز الفني على أن هدف الفريق هذا الموسم هو اللعب على اللقب وليس مجرد التواجد المشرف.
أما الإسماعيلي، فبقي يبحث عن انتصاره الأول في المسابقة، ما يضع ضغوطًا مضاعفة على الإدارة والجهاز الفني أمام جماهير قلعة الدراويش التي ترفض استمرار الفريق في دوامة الهروب من الهبوط أو الاكتفاء بالمراكز المتأخرة.
مجلس إدارة الإسماعيلي كان قد حاول قبل اللقاء نفي تصريحات منسوبة لرئيس النادي طارق رحمي على مواقع التواصل، في محاولة لإغلاق أي أبواب للتشتت قبل المواجهة، لكن الخسارة أعادت فتح ملف الاستقرار الإداري وتأثيره على أداء الفريق.
وبين فوز صعب لبيراميدز يحتاج إلى تطوير فني، وخسارة «مؤلمة» للإسماعيلي رغم الأداء الرجولي، تبدو المباراة نموذجًا مصغرًا لحالة الكرة المصرية الحالية: إمكانيات مالية كبيرة لا تكفي وحدها، وتاريخ وجماهيرية لا تعوض غياب التركيز في لحظة حاسمة.










