أثار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، موجة جديدة من الجدل الدولي والسياسي اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025، بتكرار تصريحاته حول البقاء الدائم في قطاع غزة وإقامة “نوى استيطانية” في جزئه الشمالي، ضاربا عرض الحائط بالتوضيحات التي قدمها مكتبه قبل يومين عقب غضب أمريكي عارم.
“لن نخرج أبدا”: استراتيجية البقاء الدائم
خلال مشاركته في مؤتمر نظمته صحيفة “ماكور ريشون” العبرية، أكد كاتس بوضوح: “إسرائيل لن تخرج من غزة أبدا”، معتبرا أن النصر العسكري الذي تحقق يجب ترجمته بفرض واقع ميداني جديد.
وأضاف أن الرؤية المستقبلية تتضمن إنشاء منطقة واسعة داخل القطاع لحماية الاستيطان، وتأسيس “نوى ناحال” (مجموعات شبابية استيطانية مقاتلة) في المنطقة الشمالية.
أبرز نقاط تصريح كاتس:
التمسك بالاستيطان: العودة إلى فكرة “نوى ناحال” في شمال غزة كبديل للمستوطنات التي أخليت عام 2005.
السيادة العملية: وصف الحكومة الحالية بأنها “حكومة استيطان”، مشيرا إلى أن الظروف الحالية بعد 7 أكتوبر تفتح فرصا لفرض السيادة (في الضفة وغزة) لم تكن متاحة منذ زمن طويل.
تأييد خطة ترامب: زعم كاتس تأييده لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه طالب ترامب بـ “القضاء على البنى التحتية للإرهاب وتجريد حماس من سلاحها” كجزء من تنفيذها.
تجاهل الضغوط الأمريكية
تأتي تصريحات كاتس اليوم بمثابة تراجع عن “التوضيح” الذي أصدره أول أمس الثلاثاء، حين زعم مكتبه أن الحكومة لا تنوي إقامة مستوطنات، وذلك بعد أن طالبت واشنطن بتوضيحات رسمية وأعربت عن استغرابها من تصريحات تتعارض مع المسارات السياسية المقترحة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلي (كان)، فإن المسؤولين الأمريكيين تساءلوا بحدة: “لم نفهم من أين جاء ذلك؟”، معتبرين أن هذا الخطاب يعقد جهود التوصل إلى اتفاقات إقليمية.
ما هي “نوى ناحال”؟
يطلق اسم “ناحال” (اختصار لـ “شباب طلائعي مقاتل”) على مجموعات من المنظمات الشبابية التي تتجند معا في الجيش الإسرائيلي، ويدمج نشاطها بين المهمات العسكرية الميدانية والمهمات “الوطنية” التي تتركز أساسا في الاستيطان والتعليم، وهي الأداة التي استخدمتها إسرائيل تاريخيا لتثبيت وجودها في المناطق الحدودية والمنزوعة السلاح.
سياق إقليمي قلق
بالتزامن مع هذه التصريحات، تراقب القاهرة بقلق متزايد التحركات الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بتسليح مجموعات مسلحة محلية متعاونة مع الاحتلال، وهو ما تراه الدولة المصرية تهديدا مباشرا للأمن القومي وتكريسا لواقع الاحتلال الدائم الذي يجهض فرص حل الدولتين.










