المطربة الشعبية المصرية رحمة محسن عادت للظهور الإعلامي والجماهيري بقوة بعد أسابيع من العزلة على خلفية أزمة «الفيديوهات المسربة»، حيث اختارت أن ترد على العاصفة بطريقتها الخاصة: حفلات، إطلالات لافتة، ورسائل مبطنة عن قوة المرأة ورفض الابتزاز.
أحدث ظهور لها عكس محاولة واضحة لقلب صفحة الأزمة، من خلال العودة إلى المسرح بكامل أناقتها، وربط صورتها في أذهان الجمهور مجددًا بالغناء والاحتفال بدلًا من التسريبات والاتهامات.
خلفية الأزمة الأخيرة
أزمة رحمة محسن بدأت مع تسريب مقاطع فيديو «مخلة» منسوبة لها، قيل إنها صُوّرت خلال زواج سري من رجل أعمال، قبل أن تنتهي العلاقة بخلافات حادة.
التقارير أشارت إلى أن الفيديوهات تم استخدامها كسلاح للانتقام والابتزاز بعد إصرارها على إنهاء العلاقة وإعلان الزواج، ما فجّر حالة واسعة من الجدل على منصات التواصل.
بحسب ما نُشر، تقدمت رحمة ببلاغ رسمي ضد طليقها تتهمه فيه بابتزازها ماليًا وتهديدها بنشر المقاطع عبر أرقام دولية على تطبيقات المراسلة، مقابل مبالغ ضخمة لعدم تسريبها.
في المقابل، ظهر اتجاه قانوني مضاد تمثل في بلاغات أخرى تتهمها بالتحريض على الفسق ونشر محتوى يخالف القيم الأسرية والآداب العامة، لتتحول القضية إلى معركة قانونية مفتوحة بين الطرفين.
أول ظهور بعد العاصفة
اختارت رحمة محسن أن يكون أول ظهور جماهيري لها بعد الأزمة من خلال حفل غنائي في أحد أماكن السهر الشهيرة بالقاهرة الجديدة، في خطوة وصفت بأنها «رهان على الخروج من دور الضحية إلى دور الفنانة».
ظهرت رحمة في الحفل بكامل أناقتها المعتادة، بملابس لافتة وحضور مسرحي واضح، وبدت في حالة معنوية جيدة، مع ابتسامات متكررة ومحاولات لإظهار ثقة بالنفس رغم حساسية التوقيت.
قدمت خلال الحفل باقة من أشهر أغانيها الشعبية التي ارتبط بها الجمهور، وتفاعل الحضور معها بهتافات وتصفيق، في مشهد اعتبره البعض رسالة دعم فني وجماهيري في مواجهة موجة الهجوم الرقمي.
ورغم ملامح الثبات الخارجي، التقطت كاميرات الهواتف لحظات تأثر شديد، خاصة عند ترديد بعض المقاطع العاطفية التي فُسرت على أنها إسقاط غير مباشر على ما تعيشه في حياتها الشخصية.
تفاعل الجمهور ورسائل رحمة الضمنية
بالتوازي مع الحفل، نشط حساب رحمة محسن على إنستجرام حيث شاركت صورًا وفيديوهات من أحدث ظهور لها، في جلسات تصوير وحفلات، مع تعليقات تشير إلى أن «الحياة لا تتوقف وأن الله لا يظلم أحدًا».
كما كشفت عبر حسابها عن استعدادها لإحياء ثلاثة حفلات متتالية خلال الفترة المقبلة، في رسالة مفادها أن نشاطها الفني لم ولن يتوقف بسبب الأزمة.
اللافت أن بعض المقاطع التي نشرتها ارتبطت بترويج أغنية جديدة تحمل عنوان «برنامج مقالب»، بكلمات تعكس حالة الخديعة والشعور بأن ما حدث معها كان سيناريو مفبركًا لا يشبه حياتها الحقيقية، ما فُهم على أنه توظيف فني للأزمة.
في المقابل، استمر الجدل على المنصات بين من يعتبرها «ضحية عنف رقمي وابتزاز» ومن يحمّلها مسؤولية ظهور تلك المقاطع، وهو ما جعل كل ظهور جديد لها مناسبة لتجدد النقاش لا لإغلاق الملف.
المسار القانوني ومستقبلها الفني
على الصعيد القانوني، تستكمل جهات التحقيق في الجيزة فحص الفيديوهات المتداولة وتتبُّع مصدرها، استنادًا إلى البلاغات المتبادلة بين رحمة محسن وطليقها، في محاولة لحسم سؤال المسؤولية عن التصوير والتسريب والنشر.
تقارير صحفية تحدثت عن استعجال التقارير الفنية الخاصة بتحليل المقاطع، وعن مطالبات بمنعها من الغناء، في الوقت الذي تصر فيه هي على أنها الطرف المُبتز لا المُبتزِّ للآخرين.
فنيًا، يبدو أن رحمة تراهن على تكثيف حفلاتها وظهورها في المهرجانات والفعاليات، مثل مشاركاتها الأخيرة في فعاليات ترفيهية ومهرجانات فنية داخل مصر، للحفاظ على حضورها في سوق الأغنية الشعبية الذي لا يعترف بالفراغ طويلًا.
وبين منصة المسرح ومنصات التحقيق، تتحرك المطربة الشابة في مساحة رمادية بين التعاطف والرفض، في انتظار ما ستسفر عنه أوراق النيابة من جهة، وحكم الجمهور على صورتها الجديدة من جهة أخرى










