معركة الهارب من القاع… هل ينجو أحد منتخبي أنجولا وزيمبابوي من فخ المركز الرابع؟
انتهت مباراة أنجولا وزيمبابوي اليوم في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب بالتعادل 1/1 لتتحوّل إلى صراع مبكر على البقاء في سباق التأهل عن المجموعة الثانية، في ظل دخول المنتخبين المواجهة بلا رصيد من النقاط بعد خسارتهما بنفس النتيجة 2–1 في الجولة الأولى أمام جنوب أفريقيا ومصر.
اللقاء على ملعب «الاستاد الكبير لمراكش» يمنح الفائز قبلة حياة في مجموعة يترقبها العالم بسبب وجود اسمين ثقيلين هما مصر وجنوب أفريقيا، بينما يضع الخاسر خطوة حقيقية على باب الخروج المبكر من البطولة.
أهمية المباراة في حسابات المجموعة
المباراة تُقام ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية التي تضم مصر وجنوب أفريقيا إلى جانب أنجولا وزيمبابوي، وهي مجموعة وُصفت مسبقًا بأنها من الأكثر تعقيدًا في البطولة.
كلا المنتخبين يدخل اللقاء بلا نقاط، بعد خسارة أنجولا 2–1 أمام جنوب أفريقيا وزيمبابوي 2–1 أمام مصر في اليوم الافتتاحي للمجموعة، ما يجعل مواجهة اليوم أقرب إلى «نهائي مبكر» على بطاقة إنعاش الآمال.
الخسارة الثانية على التوالي تعني عمليًا تقلص حظوظ صاحبها في المنافسة على أحد المركزين الأول أو الثاني، وفتح الباب فقط لاحتمال معقد يتعلق بخطف بطاقة أفضل ثوالث وفق نتائج باقي المجموعات.
في المقابل يمنح الفوز صاحبه ثلاث نقاط ثمينة تضعه نظريًا في صراع مفتوح مع أحد العملاقين على الأقل في الجولة الثالثة، مع إمكانية لعب الأقدار لصالحه حال تعثر المنافسين المباشرين.
وضع أنجولا قبل ضربة البدايةمنتخب أنجولا جاء إلى المغرب بتصنيفه كـ«حصان أسود محتمل» بعد أداء مميز في التصفيات ومسيرة تاريخية تضمنت وصوله سابقًا إلى ربع النهائي.
في المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا، خسر بهدفين لهدف رغم امتلاكه عناصر هجومية لافتة مثل جيلسون دالا ومبالا نزولا، وهو ما عزز الشعور بأن المشكلة تكمن في تفاصيل التركيز الدفاعي وليس في الجودة الهجومية.
الإحصائيات قبل مواجهة اليوم تشير إلى أن أنجولا تملك نوعًا من التوازن بين الأطراف والعمق، مع اعتماد متوقع على خطة قريبة من 4‑1‑4‑1 بوجود هوجو ماركيش في حراسة المرمى، وكلينتون ماتا وكيلوندا جاسبار وجوداثان بواتو في الخط الخلفي، إلى جانب المحور شو الذي يعد أحد أبرز الأسماء في الوسط.
الجهاز الفني يدرك أن أي تعثر جديد سيحوّل مباراة الختام أمام مصر إلى مهمة شبه مستحيلة، لذا يميل إلى المغامرة الهجومية المحسوبة مع محاولة استغلال نقاط ضعف زيمبابوي في التعامل مع العرضيات والكرات الثابتة.
معاناة زيمبابوي وسلاح التاريخ السلبيأما منتخب زيمبابوي، العائد للظهور في نهائيات كأس الأمم بعد مشاركته الأخيرة في 2021، فيدخل مباراة أنجولا محمّلًا بأرقام سلبية في سجلاته القارية.
زيمبابوي خسر افتتاحه في المجموعة أمام مصر بنتيجة 2–1، في مباراة تقدم فيها بهدف برنس دوبى قبل أن يتلقى هدفين ويواصل سلسلة البداية المتعثرة في البطولة، حيث خسر معظم مبارياته الافتتاحية تاريخيًا.
الإحصائيات تؤكد أن زيمبابوي لم يسبق له الفوز في أول مباراتين بأي مشاركة في كأس الأمم، وأن انتصاراته القليلة عادة ما تأتي في الجولة الأخيرة، ما يضع الفريق تحت ضغط نفسي كبير فى موقعة أنجولا.
كما أن المنتخب لم يحقق أي تعادل سلبي في تاريخ مشاركاته بالكان ولم يحافظ على شباك نظيفة، ما يعكس ميل مبارياته لأن تكون مفتوحة وغزيرة الفرص على المرميين.
هذا النمط قد يمنح اللقاء طابعًا هجوميًا واضحًا، خاصة أن زيمبابوي تعتمد على التحولات السريعة والمرتدات بقيادة برنس دوبى ومارفلوس ناكامبا في تنظيم الوسط.
صراع تكتيكي ونفسي تحت الضغط
على المستوى التكتيكي، تبدو مواجهة اليوم بين فلسفتين متقاربتين؛ كل من أنجولا وزيمبابوي تميلان إلى اللعب بخط دفاعي رباعي ومحور ارتكاز وحيد أمامه خط وسط مرن، في محاولة لموازنة الدفاع والهجوم.
لكن الفارق يظهر في جودة التمركز والتمرير، حيث تمتلك أنجولا أفضلية نسبية في القدرة على الاستحواذ، مقابل اعتماد زيمبابوي الأكبر على الكرات الطويلة والضغط البدني.
نفسيًا، قد يدخل منتخب زيمبابوي المباراة مثقلًا بتاريخه السلبي في البطولة وسلسلة الهزائم المتكررة أمام منتخبات الشمال والجنوب الأفريقي، بينما تسعى أنجولا للتحرر من عقدة الفريق «المجتهد» الذي يقدم أداءً جيدًا دون أن يترجمه إلى نتائج.
المدربان يعرفان أن أي حسابات مفرطة في الحذر قد تنقلب ضدّهما، لأن التعادل لا يخدم بشكل حقيقي أيا من المنتخبين في سباق مجموعة تضم مصر وجنوب أفريقيا المرشحتين منطقيًا لصدارة ووصافة الترتيب.
سيناريوهات ما بعد صافرة النهاية
إذا نجحت أنجولا في تحقيق الفوز، ستنعش حظوظها في البقاء بالمنافسة قبل مواجهة مصر في الجولة الأخيرة، وستحصل على دفعة معنوية كبيرة أمام أحد كبار القارة حتى لو دخلت المباراة الأخيرة بحاجة للتعادل فقط.
أما فوز زيمبابوي فسيعيد توزيع أوراق المجموعة تمامًا ويضع ضغوطًا مضاعفة على مصر أو جنوب أفريقيا – بحسب نتيجة مواجهتهما في نفس اليوم – لأن «المحاربين» وقتها سيكونون على أعتاب كتابة تاريخ مختلف عن المشاركات السابقة التي انتهت دائمًا عند الدور الأول.
في المقابل، فإن تعادل المنتخبين سيعني استمرار أنجولا في قاع الترتيب مع تقارب النقاط وإبقاء مصير التأهل معلقًا بنتائج الجولة الأخيرة، لكنه سيُقرأ أيضًا كدليل على عجز الطرفين عن فرض شخصيتهما في مجموعة صعبة، ليبقيا في خانة «الضيوف» لا أصحاب الكلمة في سباق الكان.
وبين كل هذه السيناريوهات، تبقى مباراة أنجولا وزيمبابوي اليوم اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة منتخبات الصف الثاني في أفريقيا على الخروج من عباءة الأدوار الشرفية وفرض نفسها شريكًا في صدارة العناوين، لا مجرد هامش في صفحة نتائج مجموعة مصر وجنوب أفريقيا.










