تعادل منتخب مالى مع المغرب وسط جمهورها وعلى ارضها بنتيجة 1/1فى بطولة كأس الأمم الإفريقية بالمغرب فى مباراة مثيرة وصعبة وفاقت التوقعات الشوط الاول من مباراة المغرب ومالي بتقدم أسود الاطلسى بهدف لإبراهيم دياز من ضربة جزاء قبل انتهاء الشوط الاول بلحظات فى بطولة كأس الأمم الإفريقية و كانت مباراة المغرب ومالي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لكأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب إذ اقيمت الليلة على ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط في سهرة كروية تحمل أكثر من عنوان؛ بين منتخب مضيف يبحث عن حسم التأهل مبكرًا، وآخر يطارد اعترافًا نهائيًا بأنه لم يعد مجرد فريق «ظاهرة عابرة» في القارة.
اللقاء يُصنَّف على نطاق واسع باعتباره قمة مبكرة على صدارة المجموعة، في ظل كون المنتخبين المرشحين الأبرز لمرافقة – أو منازعة – أسود الأطلس على قمة المجموعة التي تضم أيضًا زامبيا وجزر القمر.
في المقابل، تبحث مالي عن انتصارها الأول في البطولة بعد تعادلها المخيب في الجولة الأولى أمام زامبيا 1–1، ما يجعل نقاط اليوم بالنسبة لها أشبه بفرصة لإنعاش حظوظ المنافسة على الصدارة لا مجرد بطاقة عبور ضمن أفضل الثوالث.
على الورق، يدخل المغرب المباراة بحالة معنوية مميزة بعد سلسلة نتائج لافتة في العام الحالي، بينما تقف مالي على أرضية أقل صلابة لكنها مدعومة بسجل طويل من الثبات في دور المجموعات وعدم الخسارة في مبارياتها الافتتاحية في الكان.
هذه الخلفية تجعل المواجهة محسوبة بالتفاصيل؛ فتعادل جديد لمالي سيبقيها في الصورة مع تعقيد موقفها قليلاً، بينما يمنح المغرب أفضلية نسبية قبل موقعة الجولة الأخيرة أمام زامبيا في الرباط.
وضعية منتخب المغرب قبل المباراة
منتخب المغرب يدخل اللقاء بعد بداية مثالية في افتتاح البطولة بفوز مريح في النتيجة على جزر القمر بثنائية حملت توقيع إبراهيم دياز وأيوب الكعبي، وسط سيطرة واضحة على مجريات اللعب واستحواذ وصل إلى نحو 70% ومحاولات هجومية متنوعة.
هذا الفوز عزز صورة أسود الأطلس كأحد أقوى المرشحين للتتويج، خصوصًا أن الفريق حافظ على نظافة شباكه وواصل سلسلة الانطلاقات القوية في نسخ الكان الأخيرة، حيث اعتاد الفوز في المباراة الأولى من دور المجموعات.
لكن القراءة المعارضة داخل المشهد الكروي المغربي تعتبر أن مواجهة مالي تختلف جذريًا عن اختبار جزر القمر؛ فالفوارق الفنية أقل، والضغط النفسي أكبر، والجماهير تنتظر تأكيدًا بأن المنتخب قادر على اللعب بنفس الانضباط أمام خصم قوي بدنيًا وتكتيكيًا، لا مجرد استعراض أمام منتخب متواضع.
كما يعود جزء من الجدل إلى تساؤلات حول قدرة المغرب على الحفاظ على نفس الكثافة الهجومية والضغط العالي أمام فريق يجيد الانتقال السريع والهجمات العكسية مثل مالي، وهو ما قد يفرض على وليد الركراكي إعادة ضبط توازن الوسط والضغط في بعض فترات اللقاء.
وضعية منتخب مالي وتحدي كسر العقدةمن جهتها، تدخل مالي المباراة تحت عنوان واضح: عدم إهدار المزيد من النقاط في مجموعة تضم صاحب الأرض وجماهيره، بعد أن فقدت فوزًا كان في متناول اليد أمام زامبيا عندما تلقت هدف التعادل في الوقت بدل الضائع
التعثر الأول جعل خبراء التحليل يتوقفون أمام معضلة ذهنية لدى النسور، تتمثل في صعوبة الحفاظ على التقدم في اللحظات الحاسمة رغم امتلاكهم لاعبين مميزين في الوسط والدفاع.
التاريخ يمنح أفضلية واضحة للمغرب في المواجهات المباشرة، إذ سبق لأسود الأطلس أن حققوا انتصارات عريضة على مالي في مناسبات سابقة، من بينها فوز برباعية نظيفة في نصف نهائي 2004، وانتصار كبير بنتيجة 6–0 في تصفيات مونديال 2018.
هذه الأرقام تجعل مواجهة الرباط بالنسبة لمالي فرصة لمصالحة التاريخ وتأكيد أن المنتخب لم يعد ضحية سهلة أمام القوى التقليدية، بل منافسًا قادرًا على إفساد حسابات صاحب الأرض في ليلة واحدة.
سيناريوهات فنية متوقعة وجدل قبل صافرة البدايةفنيًا، ينتظر أن يواصل المغرب الاعتماد على أسلوب الاستحواذ والبناء من الخلف مع أدوار محورية للاعبي الوسط في ضبط الإيقاع، وبحث مبكر عن هدف يريح الأعصاب ويزيد الضغط على دفاع مالي.
في المقابل، قد تميل مالي إلى تنظيم دفاعي متماسك مع الرهان على الهجمات المرتدة واستغلال أي مساحات خلف ظهيري المغرب، خاصة أن المنتخب أظهر في مباراته الأولى قدرة على صناعة فرص متعددة رغم تعادل النتيجة.
الجدل في الأوساط الإعلامية يدور حول ما إذا كان الركراكي سيغامر بتشكيلة هجومية بحتة من أجل حسم مبكر لصدارة المجموعة، أم سيتعامل مع اللقاء بعقلية «عدم الخسارة أولًا» والاكتفاء بإدارة المباراة بحذر أمام خصم عنيد.
وعلى الجانب الآخر، تُطرح تساؤلات عن مدى قدرة الجهاز الفني لمالي على التحرر من عقدة اسم المغرب وتاريخ المباريات بينهما، واللعب بروح من يريد قلب الطاولة لا مجرد الخروج بنقطة تعادل ثمينة من ملعب صعب.
في كل الأحوال، تبقى مباراة المغرب ومالي الليلة أكثر من مجرد تسعين دقيقة في دور مجموعات؛ فهي اختبار لشخصية منتخب مضيف مطالب بالذهاب حتى النهائي، وامتحان لمنتخب إفريقي يحاول منذ سنوات تثبيت اسمه في مصاف الكبار، بينما تترقب القارة بأكملها ما إذا كانت سهرة الرباط ستؤكد هيمنة أسود الأطلس على المجموعة، أم تفتح باب المفاجآت مبكرًا في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب.










