إسرائيل تبحث ملف الأسرى في القاهرة وحماس تعقد اجتماعات في أنقرة لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار
غزة – أجرى وفد إسرائيلي رفيع المستوى محادثات في القاهرة يوم الأربعاء، تركزت على ملف الأسرى الفلسطينيين، في وقت عقدت قيادة حركة حماس اجتماعات مهمة مع مسؤولين أتراك في أنقرة لمناقشة آفاق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد التوترات السياسية والميدانية.
محادثات إسرائيلية في القاهرة
أوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجنرال في الاحتياط غال هيرش كمنسق لشؤون الأسرى والمفقودين إلى القاهرة، بهدف استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة.
وجاء في البيان أن المباحثات مع المسؤولين المصريين وممثلي الدول الوسيطة ركزت على جهود استعادة الجثة وتفاصيل عمليات التنفيذ، وضم الوفد الإسرائيلي ممثلين عن الجيش، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الجمود في مفاوضات المرحلة التالية لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي تعترضها خلافات حول قضايا نزع السلاح الفلسطيني وترتيبات “اليوم التالي” في القطاع.
لقاء حماس في أنقرة
عقد وفد قيادي من حركة حماس، برئاسة رئيس الحركة في غزة خليل الحية، لقاءً مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة، بحضور زاهر جبارين، باسم نعيم، وموسى عكاري.
ركز الاجتماع على تطبيق اتفاق إنهاء الحرب على غزة والتطورات السياسية والميدانية، وأكد وفد حماس التزامه ببنود وقف إطلاق النار، محذراً من استمرار الاستهدافات والخروقات الإسرائيلية المتكررة التي تعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتقوّض التفاهمات القائمة.
كما استعرض الوفد الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مشيراً إلى أن المساعدات الإغاثية غير كافية، وأن 60% من الشاحنات المسموح بدخولها تحمل بضائع تجارية وليست مساعدات إنسانية. كما تطرق اللقاء إلى التطورات في الضفة الغربية والقدس، مع التأكيد على خطورة الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمقدسات، وبحث سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي الموقف الثابت لتركيا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتعهد بالاستمرار في تقديم الدعم الإغاثي والإيواء العاجل لأهالي غزة.
الموقف الإسرائيلي وتصعيد اللهجة
على صعيد آخر، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي لهجته تجاه حماس، متّهماً الحركة بخرق الاتفاق ورفض نزع السلاح، ومشدداً على أن إسرائيل تشترط إخراج حماس من الحكم، ونزع سلاحها، وإعادة هندسة المشهد الأمني في غزة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن استمرار الاستهدافات والهجمات التي أدت إلى سقوط مدنيين، بينها أطفال، تُعقد أي جهود لتثبيت وقف إطلاق النار الهش، وتزيد من تعقيدات المرحلة التالية من الاتفاق.
الوضع الإنساني المتفاقم
تستمر الأوضاع الإنسانية في غزة في التدهور، مع استمرار القصف الإسرائيلي وتفاقم معاناة النازحين جراء الأمطار وغياب الحلول الإغاثية المستدامة، ما يعكس التعقيدات العميقة التي تواجه أي مسار سياسي أو إنساني في القطاع.
ويظل تحقيق الاستقرار السياسي والإنساني مرتبطاً بمدى التزام جميع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية بالاتفاقات، وبقدرة المجتمع الدولي على فرض دور رقابي فعال عبر الوساطات والدعم الإنساني المستمر.










