السفير الإيراني لدى بغداد يعلن استعداد طهران لحماية النظام السياسي العراقي عند الطلب، وسط جدل حول نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران وتوازن العراق بين واشنطن وطهران.
أعلن السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، أن بلاده مستعدة للتدخل من أجل حماية النظام السياسي في العراق، في حال تلقيها طلبًا رسميًا من الحكومة العراقية، في تصريح يسلّط الضوء مجددًا على حجم النفوذ الإيراني داخل المشهد السياسي والأمني العراقي.
وقال آل صادق، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا”، إن طهران “تحترم سيادة العراق”، لكنها جاهزة للتحرك إذا طُلب منها ذلك رسميًا، مضيفًا: “إيران مستعدة بالكامل لحماية النظام السياسي في العراق في حال تلقي طلب رسمي”، دون أن يحدد طبيعة هذا التدخل أو آلياته.
الميليشيات المسلحة ونفوذ طهران
وتدعم إيران عددًا من الجماعات المسلحة العراقية عبر التمويل والتدريب والتسليح، مع تركيز أساسي على الفصائل الشيعية، التي بات العديد منها مندمجًا ضمن هيئة الحشد الشعبي الرسمية. ويتيح هذا الدعم لفصائل مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله ممارسة نفوذ سياسي وعسكري واسع، فيما تميل فصائل أخرى مثل حركة حزب الله النجباء إلى التركيز على العمل العسكري المباشر.
ويرى مراقبون أن هذا النفوذ يمنح إيران أدوات ضغط فعالة داخل العراق، ويسهم في زعزعة التوازن السياسي، إلى جانب تنسيق هجمات ضد القوات الأميركية ضمن سياق الصراع الإقليمي الأوسع.
السلاح خارج الدولة و”القرارات المستقلة”
وتطرق السفير الإيراني إلى الجدل الدائر في العراق بشأن حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا أن الجماعات المسلحة المدعومة من طهران تبدي تحفظات على هذه المبادرات بسبب مخاوف تتعلق بتداعياتها الأمنية والسياسية.
وأضاف آل صادق أن هذه الجماعات وصلت إلى “مرحلة من النضج” تتيح لها اتخاذ قراراتها بشكل مستقل، رافضًا وصفها بأنها مجرد “وكلاء لإيران”، رغم ما يجمعها بطهران من علاقات تاريخية ودعم مستمر.
رسائل إقليمية وتحذيرات مبطنة
وفي سياق التوترات الإقليمية، أكد السفير الإيراني أن بلاده مستعدة للرد على أي عمل عدائي من جانب إسرائيل، مشيرًا إلى أن تل أبيب سعت إلى وساطة أميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل تصاعد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة في المنطقة.
ويأتي هذا التصريح في وقت يواصل فيه العراق موازنة علاقاته بين الولايات المتحدة وإيران، وسط مخاطر متزايدة على نظامه المالي في حال مخالفة أنظمة العقوبات الدولية، وهو ما يضع بغداد أمام معادلة سياسية واقتصادية معقدة.
العراق في قلب الحسابات الإيرانية
وتنظر طهران إلى العراق بوصفه شريكًا اقتصاديًا وسياسيًا استراتيجيًا في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها، فيما تحاول الحكومة العراقية تفادي الانخراط الكامل في أي محور إقليمي، خشية الانزلاق إلى صراعات قد تهدد استقرارها الداخلي.










