التلفزيون الصيني يحذّر: الصواريخ الإيرانية تدخل دائرة الخطوط الحمراء الإسرائيلية ومستقبل طهران أمام سيناريوهات مفتوحة
تقرير صيني يحذر من أن البرنامج الصاروخي الإيراني بات خطًا أحمر جديدًا لإسرائيل، وسط تكهنات بهجوم عسكري محتمل، وتقديرات بأن مستقبل إيران السياسي والاقتصادي يزداد غموضًا في 2026.
حذّرت شبكة التلفزيون العالمية الصينية من أن البرنامج الصاروخي الإيراني بات يشكّل نقطة تحوّل خطيرة في الحسابات الأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن أي تحرك عسكري إسرائيلي جديد ضد طهران سيكون مرتبطًا مباشرة بتطور قدرات إيران في مجال الصواريخ الباليستية، في تصعيد غير مسبوق لحدود المواجهة بين الطرفين.
ووفق تقرير تحليلي بثّته الشبكة التابعة للحكومة الصينية، فإن عام 2025 مرّ على الإيرانيين في ظل ضغوط مركّبة، شملت تهديدات عسكرية متواصلة، وعقوبات اقتصادية خانقة، وتصاعد القيود الداخلية، ما جعل البلاد تعيش حالة دائمة من القلق الأمني والسياسي.
إسرائيل تغيّر قواعد الاشتباك
يرى التقرير أن إسرائيل لم تعد تكتفي بمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، بل وسّعت نطاق خطوطها الحمراء ليشمل القدرات الصاروخية التقليدية، وهو تطور يعكس تحولًا جذريًا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية، خصوصًا بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 وما تبعه من إعادة صياغة لمفاهيم الردع والدفاع.
وفي هذا السياق، نقل التقرير تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد فيها أن تل أبيب تتابع بدقة تحركات إيران وحلفائها الإقليميين، مشددًا على أن بلاده لن تتردد في اتخاذ خطوات وقائية إذا رأت أن التهديدات تتصاعد أو تتخذ أشكالًا جديدة.
تنسيق أميركي – إسرائيلي محتمل
وأشار التقرير إلى أن الملف الإيراني سيكون حاضرًا بقوة في اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تتركز المباحثات على تطور برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وإمكانية الانتقال من الضغوط السياسية إلى خيارات عسكرية في حال فشل المساعي الدبلوماسية.
ويرى محللون أمنيون إسرائيليون، من بينهم مسؤولون سابقون في أجهزة الاستخبارات، أن إدراج الصواريخ ضمن الخطوط الحمراء يرفع احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية واسعة خلال العام المقبل، مؤكدين أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة إلى التحرك للحفاظ على مصداقية ردعها.
تصعيد الخطاب واحتمالات الضربة
التقرير أشار أيضًا إلى تصاعد التصريحات داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية والأميركية، والتي تربط بين استمرار إيران في تطوير صواريخها، وبين حتمية توجيه ضربة استباقية لمنع تحول هذا البرنامج إلى تهديد مباشر لإسرائيل وأوروبا.
وفي المقابل، تواصل طهران رفض أي نقاش حول برنامجها الصاروخي، معتبرة إياه جزءًا من منظومتها الدفاعية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر.
إيران بين الضغوط الخارجية والأزمات الداخلية
على الصعيد الداخلي، يرسم التقرير صورة قاتمة لمستقبل إيران، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه أزمات اقتصادية خانقة، تشمل ارتفاع معدلات التضخم، وأزمات متزايدة في الطاقة والمياه، إلى جانب انسداد الأفق السياسي في ما يتعلق بإمكانية التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة.
كما لفت التقرير إلى أن القيادة الإيرانية الحالية تبدو عاجزة عن تقديم رؤية واضحة للخروج من هذا المأزق المركّب، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، من بينها تصعيد خارجي لتخفيف الضغط الداخلي.
مخاوف من حرب إقليمية أوسع
ونقلت الشبكة الصينية عن مصادر إسرائيلية تقديرها بأن أي مواجهة جديدة مع إيران لن تكون محدودة، بل قد تمتد إلى ساحات إقليمية متعددة، في ظل شبكة التحالفات التي بنتها طهران في المنطقة، وهو ما يجعل أي ضربة محتملة محفوفة بمخاطر التصعيد الشامل.










