شهدت العاصمة الصومالية مقديشو حالة من الاستنفار السياسي القصوى، حيث دعا رئيس الوزراء الصومالي مجلس الوزراء إلى اجتماع طارئ وعاجل، لبحث التطورات الدراماتيكية في إقليم “أرض الصومال” (Somaliland) عقب إعلان إسرائيل اعترافها الرسمي بالإقليم كدولة مستقلة.
اجتماع طوارئ لمواجهة التفكك
يأتي استدعاء مجلس الوزراء وسط تقارير استخباراتية ودبلوماسية تفيد بأن سلطات “هرجيسا” تجري محادثات مكثفة مع مسؤولين أمريكيين وممثلين عن دول أخرى، لحشدهم نحو خطوة مماثلة للخطوة الإسرائيلية. ويهدف الاجتماع إلى صياغة رد رسمي حازم يتناسب مع حجم التهديد الذي يمس وحدة الأراضي الصومالية وسيادتها الوطنية المعترف بها دولياً منذ عام 1960.
الاعتراف الإسرائيلي.. زلزال سياسي في القرن الأفريقي
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد فجر مفاجأة سياسية اليوم، بإعلان اعتراف تل أبيب بـ”جمهورية أرض الصومال” كدولة ذات سيادة، لتصبح إسرائيل أول دولة في العالم تتخذ هذه الخطوة منذ إعلان الإقليم انفصاله أحادياً عام 1991.
تفاصيل الإعلان الإسرائيلي:
التوقيع: جرى توقيع إعلان مشترك بين وزير الخارجية الإسرائيلي “غيدعون ساعر” ورئيس أرض الصومال “عبد الرحمن محمد عبد الله”.
الغطاء السياسي: وصف نتنياهو الخطوة بأنها تأتي “بروح اتفاقيات أبراهام”، في محاولة لدمج الكيان الجديد في المنظومة الإقليمية التي تسعى إسرائيل لبنائها.
تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي
يرى مراقبون أن هذا الاعتراف يمثل تهديداً وجودياً لاستقرار القرن الأفريقي، حيث من المتوقع أن يؤدي إلى:
تأجيج الصراعات الداخلية: فتح الباب أمام حركات انفصالية أخرى في المنطقة للمطالبة بخطوات مماثلة.
سباق نفوذ دولي: تحول الصومال إلى ساحة صراع بين القوى الرافضة للانفصال (مثل مصر وتركيا وجيبوتي) وبين القوى التي تدعم الواقع الجديد.
عزلة مقديشو: محاولة إضعاف الحكومة الفيدرالية في مقديشو وتقليص نفوذها على الممرات المائية الاستراتيجية المطلة على خليج عدن وباب المندب.
ومن المتوقع أن يصدر عن اجتماع مجلس الوزراء الصومالي قرارات حاسمة قد تشمل قطع علاقات أو استدعاء سفراء، بالتزامن مع التحرك الدبلوماسي المشترك الذي تقوده القاهرة وأنقرة لدعم وحدة الدولة الصومالية.










