ترامب يطلق خطة “السلام الكبير” في غزة: مجلس سلام وحكومة تكنوقراط وقوة استقرار دولية
واشنطن –٢٦ ديسمبر ٢٠٢٥
يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان خلال يناير المقبل عن خطوات جديدة تهدف لدفع مسار السلام في قطاع غزة إلى المرحلة التالية، تشمل تشكيل مجلس للسلام الفلسطيني، حكومة تكنوقراط، وقوة استقرار دولية تتولى مهاماً أمنية وإنسانية في القطاع، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية ومصادر مطلعة في البيت الأبيض.
تفاصيل خطة البيت الأبيض لمسار السلام في غزة
تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز الاستقرار في غزة عبر ثلاثة مسارات رئيسية:
1. مجلس السلام الفلسطيني: سيكون هيئة سياسية تشرف على تنفيذ الاتفاقات وتنسق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، بهدف ضمان توافق وطني وتقليص الانقسامات الداخلية.
2. حكومة تكنوقراط فلسطينية: تضم خبراء وإداريين غير مرتبطين بأي حركة سياسية، لتولي مهام الإدارة اليومية وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية والخدمية.
3. قوة استقرار دولية: تتكون من عناصر من دول متعددة، لتأمين المناطق الحيوية وحماية المدنيين وضمان تنفيذ الاتفاقات على الأرض، مع مراقبة وقف إطلاق النار الهش بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
ويعمل مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ومستشار ترامب جاريد كوشنر بالتنسيق مع مصر وقطر وتركيا لوضع الأسس العملية للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن بدء نزع سلاح حركة حماس، وإجراءات انسحاب إضافية لقوات الجيش الإسرائيلي من مناطق حساسة في القطاع، وفتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين والسلع.
اللقاء الحاسم بين ترامب ونتنياهو
اللقاء المرتقب بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا يعد عنصراً أساسياً في نجاح خطة السلام، إذ يشكل موقف نتنياهو حاسماً بالنسبة لإقرار الخطوات التالية.
وأكد مسؤولون كبار في البيت الأبيض أن نتنياهو أعرب عن تشككه في بعض أفكار فريق ويتكوف وكوشنر، خصوصاً فيما يتعلق بملف نزع السلاح في غزة، وهو ما يجعل الاتفاق معقداً. ووفق المصادر، يسعى نتنياهو لإقناع ترامب بتبني موقفه الذي قد يكون أكثر حذراً تجاه خطوات المرحلة الثانية، في حين يدفع البيت الأبيض نحو تسريع تنفيذ الخطة وفق جدول محدد.
نقاط الخلاف مع الجانب الإسرائيلي
أوضح مسؤولون أمريكيون أن بعض الخطوات الإسرائيلية الأخيرة تعقد مسار الانتقال إلى المرحلة الثانية، منها:
• اغتيال قائد عسكري بارز في حماس، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر على الأرض.
• هجمات الجيش الإسرائيلي على مواقع فلسطينية أسفرت عن سقوط مدنيين، بينهم أطفال، ما اعتبرته إدارة ترامب انتهاكات قد تهدد وقف إطلاق النار الهش.
كما أشار المسؤولون إلى أن بعض قادة الجيش الإسرائيلي يتصرفون “بيد خفيفة على الزناد”، ما يبطئ عملية الانتقال نحو تطبيق الاتفاقات على الأرض.
جدول المرحلة المقبلة
• من المتوقع أن يتم الإعلان عن مجلس السلام والحكومة التكنوقراطية وقوة الاستقرار خلال النصف الأول من يناير.
• يناقش البيت الأبيض إمكانية عقد اجتماع لمجلس السلام برئاسة ترامب على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في الأسبوع الأخير من الشهر، لتأكيد دعم المجتمع الدولي للخطوات الجديدة.
أهمية الإعلان وتأثيره على غزة
تمثل هذه الخطوة محاولة أمريكية لإعادة الزخم لمسار السلام الذي يواجه عقبات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية والموقف الإسرائيلي المتشدد. ويأمل البيت الأبيض أن توفر الحكومة التكنوقراطية والمجلس الجديد إطاراً سياسياً وإدارياً مستقراً يسمح بتنفيذ الاتفاقات الاقتصادية والأمنية، وتقليل فرص تجدد العنف في القطاع.
كما أن إعلان مجلس السلام سيعزز من وجود مراقبة دولية على الأرض، ويزيد من الضغط على حركة حماس للامتثال لشروط نزع السلاح، بما يسهم في الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش وتحسين الظروف الإنسانية للمدنيين.










