بعد ساعات قليلة من الإعلان التاريخي لإسرائيل بالاعتراف بجمهورية أرض الصومال (Somaliland)، تتجه الأنظار الآن نحو أديس أبابا وأبوظبي؛ وسط توقعات دبلوماسية واسعة بأن تشهد الأيام القليلة القادمة “تأثير الدومينو” لاعتراف بـ صوماليلاند.
إثيوبيا: “الاعتراف مقابل البحر” بات وشيكا
تعد إثيوبيا المرشح الأبرز للحاق بالركب الإسرائيلي خلال الساعات الـ 48 القادمة. فمنذ توقيع مذكرة التفاهم الاستراتيجية في يناير 2024، ظلت أديس أبابا تتحين الفرصة المناسبة لتفعيل الاتفاق الذي يمنحها منفذا بحريا وقاعدة عسكرية في ميناء بربرة.
الإمارات تتوسط لصالح إسرائيل لإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال
لماذا الآن؟
انخفاض التكلفة السياسية: باعتراف إسرائيل، لم تعد إثيوبيا “كبش الفداء” الوحيد الذي يخرق الإجماع الأفريقي، مما يقلل الضغوط الدبلوماسية عليها.
الحاجة الاستراتيجية: تعاني إثيوبيا من اختناق جيوسياسي منذ استقلال إريتريا (1993)، وترى في هذا التحالف وسيلة لتعزيز موقفها في ملفات إقليمية شائكة مثل سد النهضة.
ما هي أرض الصومال؟ أسئلة وأجوبة بعد الاعتراف الإسرائيلي
الإمارات: الشريك الاقتصادي والمهندس الخفي
تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كأكبر مستثمر أجنبي في أرض الصومال، لاسيما من خلال إدارة شركة “موانئ دبي العالمية” لميناء بربرة.
وتشير تقارير استخباراتية ودبلوماسية إلى أن أبوظبي لعبت دور “الوسيط الرئيسي” في تهيئة الأجواء للاعتراف الإسرائيلي ضمن إطار “اتفاقيات إبراهيم”.
خطة إماراتية لتهجير سكان غزة إلى أرض الصومال
توقعات التحرك الإماراتي: من المرجح أن تعلن الإمارات اعترافها الرسمي قبل نهاية العام الجاري أو مطلع 2026، وذلك لضمان شرعية قانونية كاملة لاستثماراتها الضخمة، وتعزيز التنسيق الأمني لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر..
الولايات المتحدة
تصنف واشنطن ضمن الدول ذات الاحتمال المتوسط إلى المرتفع للتحرك سياسيا تجاه صوماليلاند، في ظل اعتبارات جيوسياسية تتعلق بمواجهة النفوذ الصيني والإيراني في البحر الأحمر وشرق أفريقيا.
كما تلعب ضغوط بعض التيارات المحافظة وأعضاء في الكونغرس، المعروفين بتأييدهم لصوماليلاند كنموذج “استقرار نسبي”، دورا في إبقاء الملف حاضرا داخل دوائر صنع القرار الأمريكية، خصوصا في سياق التنافس الدولي على الموانئ وخطوط الملاحة.
مشروع قانون أمريكي يمهد لعلاقات واسعة مع أرض الصومال
المملكة المتحدة
الموقف البريطاني يوصف بأنه متوسط الاحتمال، حيث ترتبط لندن بعلاقات تاريخية مع صوماليلاند التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة.
وتمتلك المملكة المتحدة مكاتب تمثيلية وروابط سياسية ومجتمعية قائمة مع الإقليم، ما يمنحها هامش حركة دبلوماسيا، وإن كانت لا تزال حريصة على عدم الاصطدام المباشر بالموقف الرسمي الداعم لوحدة الصومال.
مواطنوا أرض الصومال يرفضون اتفاقية إثيوبيا
كينيا
تبدي نيروبي اهتماما متزايدا بالملف من زاوية المصالح التجارية والتوازنات الإقليمية.
فكينيا ترتبط بعلاقات اقتصادية وأمنية مع مختلف الفاعلين في الصومال والقرن الأفريقي، وقد تسعى إلى تنسيق أي خطوة مستقبلية مع دول الجوار، خاصة إثيوبيا، لتفادي العزلة أو الإخلال بتوازناتها الإقليمية.
“حصري” بوابات الملاحة والقواعد السرية: لماذا اختارت إسرائيل صوماليلاند الآن؟
تايوان
رغم غياب الاعتراف الرسمي، تعد تايوان من أكثر الجهات الداعمة لصوماليلاند بشكل غير رسمي.
ويأتي ذلك في إطار تقاطع سياسي بين الطرفين حول قضايا الشرعية الدولية والتمثيل الدبلوماسي، حيث عزز الجانبان خلال السنوات الماضية تعاونهما في مجالات اقتصادية وتنموية، دون الوصول إلى مستوى الاعتراف الكامل.
الإمارات تتوسط لصالح إسرائيل لإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال
مخاطر “الانفجار الإقليمي”
رغم النشوة الدبلوماسية في هرجيسا، إلا أن هذا التسارع يثير مخاوف وجودية في مقديشو والقاهرة وأنقرة وجيبوتي.
ويرى مراقبون أن “تأثير الدومينو” قد يؤدي إلى:
استقطاب حاد: تشكل حلف مضاد يضم (الصومال، مصر، تركيا) لمواجهة التغلغل الإسرائيلي-الإثيوبي.
سباق تسلح: تحويل سواحل أرض الصومال إلى قواعد عسكرية متنافسة.
تهديد الوحدة الأفريقية: قلق من أن يصبح هذا الاعتراف نموذجا يشجع الحركات الانفصالية في القارة السمراء.










