مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يؤكد أن الحرب في السودان صراع على الموارد والتغيير الديموغرافي، ويستبعد أي هدنة مع قوات الدعم السريع، وسط استمرار النزاع، بالتوازي مع مبادرة رئيس الوزراء كامل إدريس لوقف إطلاق النار وإحلال السلام.
بورتسودان – 26 ديسمبر 2025
أكد مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، اليوم أن الحرب المستمرة في السودان تمثل صراعًا مباشرًا على الموارد الطبيعية ومحاولة لتغيير الديموغرافيا في مناطق النزاع، مستبعدًا أي تفاوض أو هدنة مع ما وصفه بـ “مغتصبي السلطة”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
جاء ذلك خلال كلمته في احتفال عيد الميلاد لكنيسة المسيح السودانية بحي فيليب بمدينة بورتسودان، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. وأوضح عقار أن السلام العادل لا يتحقق إلا عبر خارطة طريق وطنية ورؤية واضحة لشعب وحكومة السودان، مستنكرًا المزاعم التي تصف الحرب بأنها بهدف تحقيق الديمقراطية ومحاربة الإسلاميين الذين خرجوا من السلطة، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “كاذبة”.
ووصف نائب رئيس مجلس السيادة الحرب بأنها محاولة للسيطرة على الموارد الحيوية وإحداث تغييرات ديمغرافية بالقوة، مشددًا على أن التجارب الصعبة التي عاشها السودان يجب أن تكون درسًا لتعزيز وحدة الصف الوطني وبناء دولة قائمة على السلام والعدالة.
ودعا عقار إلى نبذ الانقسامات والتطرف الديني، مؤكدًا أن “الفيصل في الدين هو التقوى التي تتجاوز اللون والجنس والعرق، والمعاملة الحسنة التي تؤلف بين قلوب المؤمنين”. وأضاف أن الحروب التي عاشها السودان يجب أن تكون فرصة لتعزيز وحدة الصف الوطني وتأسيس دولة السلام والعدالة.
تأتي تصريحات عقار بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية لرئيس وزراء السودان كامل إدريس، الذي عرض الاثنين الماضي أمام مجلس الأمن الدولي مبادرة للسلام تشمل وقف شامل لإطلاق النار ونزع سلاح قوات الدعم السريع، وتهدف إلى تمهيد الطريق لحوار وطني شامل وإعادة دمج المقاتلين في المجتمع المدني.
ويُذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل 2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص. وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، ويحتفظ الجيش بالسيطرة على معظم الولايات الـ13 الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويؤكد محللون أن نجاح أي مبادرة سلام يعتمد على إرادة جميع الأطراف والتزام الدعم السريع بالحوار الوطني، بالإضافة إلى دعم دول الجوار والمنظمات الإقليمية لضمان استقرار السودان وإنهاء النزاع المسلح.










