أعلنت إسرائيل رسميًا الاعتراف بجمهورية أرض الصومال كدولة مستقلة وذات سيادة، في خطوة اعتبرها مراقبون استفزازية وغير مسبوقة، وسط إدانات عربية وتركية واسعة النطاق.
وجاء الإعلان عن طريق توقيع مشترك بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس جمهورية أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، ضمن اتفاقات أبراهام التي رعتها الولايات المتحدة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن إسرائيل ستعمل فورًا على توسيع علاقاتها مع أرض الصومال عبر التعاون في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد، بالإضافة إلى تعيين سفراء وفتح سفارات متبادلة بين البلدين.
من جانبها، رحبت حكومة أرض الصومال بالقرار، واعتبرته خطوة مهمة لتعزيز شرعيتها الدولية، مشيرة إلى أنها تمهد لعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وتسعى للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
إدانات عربية رسمية
أثارت خطوة إسرائيل موجة من الرفض العربي الرسمي:
• مصر: اعتبرت وزارة الخارجية أن الاعتراف الإسرائيلي بـ “استقلال أجزاء من أراضي الدول” يشكل “سابقة خطيرة وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين وميثاق الأمم المتحدة”. وأكدت على دعم وحدة وسيادة الأراضي الصومالية ورفض أي إجراءات أحادية.
• جامعة الدول العربية: وصف الأمين العام أحمد أبو الغيط القرار بأنه “تعدٍ صارخ على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول”.
• مجلس التعاون الخليجي: أدان القرار، واعتبر أن الاعتراف الإسرائيلي “انتهاك صريح لمبادئ القانون الدولي وتجاوز خطير”.
• تركيا: نددت بخطوة إسرائيل واعتبرتها “تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للصومال”، مؤكدة أن إسرائيل تسعى لتعزيز سياستها التوسعية ومنع الاعتراف بدولة فلسطينية.
دوافع إسرائيل الاستراتيجية
تقع أرض الصومال شمال غرب الصومال بمساحة 175 ألف كيلومتر مربع، وقد أعلنت استقلالها من جانب واحد عام 1991، لكنها لم تحظ باعتراف دولي واسع.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الاعتراف يعكس واقعًا قائمًا، وأن إسرائيل مهتمة باستخدام أراضي الإقليم لمواجهة الحوثيين في اليمن نظرًا لقربها الجغرافي.
كما أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن الولايات المتحدة وإسرائيل عرضتا سابقًا على مسؤولين أفارقة توطين فلسطينيين من قطاع غزة على أراضيهم، لكن السودان رفض، فيما لم تؤكد سلطات الصومال أو أرض الصومال أي اتصال بهذا الشأن.

آراء الخبراء
• الخبير الإسرائيلي عادل شديد: الإعلان موجّه لإرسال رسالة دولية بأن إسرائيل توسع نفوذها في القرن الأفريقي.
• الأكاديمي محجوب الزويري: إسرائيل تتحرك بحرية ودعم استراتيجي من الولايات المتحدة، مما يتيح لها اتخاذ قرارات غير مقيدة، كما أن خطوة الاعتراف تعكس القدرة الإسرائيلية على تجاوز أي ضغوط دولية.
السياق السياسي
الخطوة الإسرائيلية تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات الإقليمية في القرن الأفريقي، وتتصاعد المخاوف من أن يفتح القرار بابًا لتقويض سيادة الصومال وتعقيد الاستقرار الإقليمي.
وبالرغم من إدانات الدول العربية وتركيا، يرى محللون أن إسرائيل تستفيد من الدعم الأميركي الاستراتيجي، وهو ما قد يعزز من تحركاتها السياسية والعسكرية في المنطقة، بما في ذلك استهداف الحوثيين واستخدام الأرض كقاعدة استراتيجية.
إعلان إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال يغير موازين القوة في القرن الأفريقي ويضع المنطقة أمام تحديات جديدة، خصوصًا مع إدانات عربية ودولية متلاحقة، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في الصومال والمنطقة المحيطة.










