في أول رد فعل رسمي وحازم، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن جمهورية الصومال الفيدرالية متمثلة بشعبها ومؤسساتها، تقف صفاً واحداً في الدفاع عن وحدتها الترابية، معتبراً أي خطوة نحو الاعتراف بـ “أرض الصومال” (صوماليلاند) ككيان مستقل “عدواناً دبلوماسياً” غير مقبول.
وشدد الرئيس الصومالي في تصريحاته على أن القانون الدولي يُلزم إسرائيل وكافة القوى الدولية بالامتثال واحترام وحدة أراضي الصومال وسيادتها الكاملة.
واعتبر أن الاعتراف بجزء من أراضي الدولة الصومالية يعد خرقاً صارخاً للمواثيق الدولية التي تضمن استقلال الدول ووحدتها.
وأكد فخامته أن “أرض الصومال” كانت وستظل جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال، ولا يمكن لأي اعتراف خارجي أن يغير الواقع القانوني والتاريخي.
ووجه الرئيس رسالة للعالم مفادها أن الشعب الصومالي “مُتحدٌّ بقوة” في مواجهة أي محاولات لتمزيق بلاده، وأنه سيسلك كافة السبل السياسية والقانونية للدفاع عن سيادته.
تحركات دبلوماسية مضادة
تأتي تصريحات الرئيس حسن شيخ محمود وسط استنفار في الخارجية الصومالية، التي بدأت اتصالات مكثفة مع حلفائها الإقليميين والدوليين، وعلى رأسهم مصر وتركيا وجامعة الدول العربية، لحشد موقف دولي يرفض الخطوة الإسرائيلية ويؤكد على الالتزام بحدود الصومال المعترف بها دولياً.
ويرى مراقبون أن لجوء مقديشو للغة “القانون الدولي” يهدف إلى إحراج الأطراف الدولية التي تحاول الالتفاف على السيادة الصومالية، ووضع “سد قانوني” أمام تمدد تأثير الدومينو الذي تسعى هرجيسا لإطلاقه بعد حصولها على الاعتراف الإسرائيلي.
يجد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، نفسه اليوم أمام واحدة من أصعب اللحظات السياسية في تاريخ ولايته، عقب إعلان إسرائيل الرسمي الاعتراف بجمهورية أرض الصومال (صوماليلاند). هذا التطور لا يُنظر إليه في مقديشو كحدث دبلوماسي عابر، بل كـ “انكسار استراتيجي” يهدد وحدة التراب الصومالي.
أبعاد التحرك: من تل أبيب إلى البيت الأبيض
تؤكد القراءات السياسية أن هذا التحرك الإسرائيلي لم يكن “عفوياً” أو نتاج تفاهمات ثنائية بسيطة، بل هو مؤشر على تغييرات عميقة قد تصل إلى أعلى مستويات صنع القرار في واشنطن.
لماذا يمثل هذا الاعتراف خطورة مضاعفة على مقديشو؟
باعتراف إسرائيل، انتقلت “أرض الصومال” من إقليم يبحث عن شرعية إلى كيان يمتلك الآن “لوبيات” وضغوطاً مؤثرة داخل واشنطن، قادرة على تحريك ملف الاعتراف الأمريكي في أروقة الكونجرس والبيت الأبيض.
و لم تعد “هرجيسا” اليوم كما كانت قبل ساعات؛ فقد اكتسبت حصانة دبلوماسية أولية قد تشجع قوى إقليمية أخرى (مثل إثيوبيا والإمارات) على حذو حذو تل أبيب.
بالنسبة للرئيس حسن شيخ محمود، يمثل هذا اليوم “لحظة الحقيقة”. فبينما تحاول مقديشو الحفاظ على سيادتها عبر التحالفات مع تركيا ومصر، فإن دخول إسرائيل المباشر على خط الأزمة يخل بموازين القوى ويضع الحكومة الفيدرالية في مواجهة مع محور دولي يمتلك أدوات تأثير اقتصادية وأمنية هائلة.










