رئيس المجلس الرئاسي اليمني يطلب تدخلاً عسكريًا عاجلًا من التحالف لحماية حضرموت من الانفصاليين
رئيس المجلس الرئاسي اليمني يطلب تدخلًا عسكريًا عاجلًا من التحالف العربي لحماية حضرموت من الانفصاليين، وسط تقارير عن ضربات جوية محتملة وتصاعد التوتر في شرق اليمن
طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رشاد محمد العليمي، تدخلًا عسكريًا عاجلًا من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لحماية المدنيين في محافظة حضرموت شرقي اليمن، على خلفية تصاعد التوترات الأمنية وتحركات عسكرية وُصفت بالعدائية نفذتها عناصر انفصالية في المحافظة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر حكومي أن العليمي وجّه طلبًا رسميًا إلى قوات التحالف الداعمة للشرعية اليمنية، دعا فيه إلى اتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة لحماية المدنيين، وتقديم الدعم الكامل للقوات المسلحة اليمنية من أجل إعادة الاستقرار وضبط الأوضاع الأمنية في حضرموت.
وأوضح المصدر أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى جانب أعضاء في المجلس ومجلس الدفاع الوطني، اطّلعوا على تقارير أمنية وعسكرية تفصيلية بشأن ما جرى وصفه بـ«العمليات العسكرية العدائية» التي نفذتها مجموعات انفصالية، مؤكدًا أن هذه العمليات رافقتها «انتهاكات خطيرة لحقوق المدنيين»، ما اعتُبر تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن المحلي.
إعلان «السيطرة» يشعل التوتر
ويأتي هذا التطور في أعقاب إعلان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، في 9 ديسمبر الجاري، ما قال إنها «السيطرة» على محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد، معتبرًا أن المرحلة المقبلة ستشهد «إنشاء مؤسسات الدولة المستقبلية في جنوب اليمن». هذا الإعلان أثار موجة واسعة من الجدل السياسي، واعتُبر من قبل الحكومة اليمنية تصعيدًا خطيرًا يقوّض وحدة البلاد ويهدد جهود خفض التصعيد.
موقف سعودي حازم
وفي رد رسمي، وصفت وزارة الخارجية السعودية تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي بأنها «تصعيد غير مبرر»، داعية إلى سحب قواته فورًا من المناطق التي انتشرت فيها، واحترام مؤسسات الدولة اليمنية الشرعية، والعمل على تجنيب حضرموت أي مواجهات عسكرية قد تعرّض المدنيين للخطر.
وأكدت الخارجية السعودية التزام المملكة بدعم أمن اليمن واستقراره ووحدته، ورفضها لأي خطوات أحادية من شأنها تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
أنباء عن ضربات جوية
وفي تطور ميداني لافت، ذكرت قناة AIC التلفزيونية المقربة من المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الجمعة، أن القوات الجوية السعودية شنت ضربات على مواقع للانفصاليين في محافظة حضرموت. ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من التحالف أو من الجانب السعودي بشأن هذه الأنباء، إلا أن تداولها يعكس احتمال انتقال الموقف من الضغط السياسي والدبلوماسي إلى التحرك العسكري المباشر.
حضرموت في قلب صراع النفوذ
وتُعد حضرموت أكبر محافظات اليمن مساحة، وتتمتع بثقل اقتصادي واستراتيجي كبير، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في صراع النفوذ بين القوى المحلية. ويحذر مراقبون من أن أي تصعيد عسكري واسع في المحافظة قد يفتح جبهة جديدة للصراع، ويؤدي إلى تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة، في وقت يعاني فيه اليمن أصلًا من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويرى محللون أن طلب العليمي التدخل العسكري يعكس حجم القلق داخل مؤسسة الرئاسة من فقدان السيطرة على مناطق استراتيجية، كما يكشف عن هشاشة التفاهمات داخل معسكر الشرعية، خصوصًا في ظل التداخل بين السياسة والسلاح، وتعدد مراكز القوة على الأرض.
مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات
وبين دعوات الحكومة اليمنية والتحالف إلى حماية المدنيين وإعادة الاستقرار، وتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض، تبقى حضرموت أمام سيناريوهات مفتوحة، تتراوح بين احتواء التصعيد عبر إجراءات عسكرية محدودة، أو الانزلاق إلى مواجهة أوسع قد تعيد خلط الأوراق في المشهد اليمني برمته.










