الغابون والجزائر والكاميرون في اختبار الأعصاب الأخير قبل جولة الحسم
مباريات اليوم الأحد ٢٨ ديسمبر في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب تشهد أربع قمم نارية في ختام الجولة الثانية، حيث تلعب منتخبات الغابون وغينيا الاستوائية والجزائر وكوت ديفوار أمام موزمبيق والسودان وبوركينا فاسو والكاميرون في مواجهات قد تعيد رسم ملامح المنافسة في المجموعتين الخامسة والسادسة.
المنتخبات الكبرى تدخل هذه الجولة تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير، خاصة بعد النتائج المتباينة في بداية مشوارها بالبطولة.
ملامح اليوم الكروي
اليوم يشهد إقامة أربع مباريات موزعة على ملاعب أغادير والدار البيضاء والرباط ومراكش، في استمرار لمنافسات الجولة الثانية من دور المجموعات بالبطولة القارية.
البداية ستكون عصراً بمواجهة الغابون مع موزمبيق، تليها مباراة غينيا الاستوائية أمام السودان، ثم قمة الجزائر وبوركينا فاسو، قبل أن تُختتم الليلة بموقعة ثقيلة بين كوت ديفوار والكاميرون.
هذه المباريات لا تحمل فقط أهمية نقطية، بل تشكل اختبارًا حقيقيًا لرد فعل المنتخبات بعد نتائج متباينة في الجولة الأولى، خصوصًا أن الهوامش باتت ضيقة قبل جولة الحسم الثالثة.
الغابون وموزمبيق.. معركة النقاط الأولى
تُقام مباراة الغابون وموزمبيق على الملعب الكبير في أغادير عند الساعة 15:30 بتوقيت مكة المكرمة، في افتتاح برنامج اليوم الكروي.
الغابون تدخل المواجهة متأثرة بتعثرها في الجولة الأولى، بينما تبحث موزمبيق عن تأكيد صورتها كمنافس مزعج بعد أداء دفاعي منظم في افتتاح مشوارها.
أهمية هذه المباراة تنبع من كونها قد تعيد أحد المنتخبين إلى دائرة المنافسة على بطاقة ثمن النهائي، أو تدفع أحدهما إلى حافة الإقصاء المبكر إذا خسر مجددًا
التركيز سيكون على قدرة الغابون في استعادة الفاعلية الهجومية، مقابل محاولة موزمبيق استثمار أي مساحات خلف دفاع الخصم عبر المرتدات السريعة.
غينيا الاستوائية والسودان.. بين تصحيح المسار ورد الاعتبارفي المباراة الثانية، يلتقي منتخب غينيا الاستوائية مع السودان على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء عند الساعة 18:00 بتوقيت مكة المكرمة، في مواجهة بطابع نفسي قوي بعد ما حدث لكل منهما في الجولة الأولى.
السودان يدخل المباراة وهو يحمل ثقل خسارة ثقيلة سابقًا أمام الجزائر في نفس الملعب بنتيجة 3–0، ما يجعل الجماهير السودانية تنتظر رد فعل مختلفًا من اللاعبين هذه المرة.
غينيا الاستوائية من جانبها ما زالت متأثرة بخسارتها الدرامية أمام بوركينا فاسو في الثواني الأخيرة، وتتعامل مع مواجهة السودان كفرصة لإنعاش الآمال والعودة سريعًا إلى سباق التأهل.
لذلك تبدو المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، بين منتخب سوداني يسعى لغسل أحزانه، وآخر استوائي يريد تعويض ضياع نقطتين على الأقل في اللقاء السابق.
الجزائر وبوركينا فاسو.. قمة ثقيلة على صدارة المجموعة
قمة المساء ستجمع الجزائر مع بوركينا فاسو على ملعب مولاي الحسن في الرباط عند الساعة 20:30 بتوقيت مكة المكرمة، في واحدة من أكثر مباريات اليوم حساسية على مستوى الصدارة.
الجزائر بدأت البطولة بانتصار كبير على السودان بثلاثية نظيفة، وأرسلت رسالة واضحة بأنها جادة في المنافسة على اللقب من أول يوم.
في المقابل، خطفت بوركينا فاسو الأضواء بفوز قاتل على غينيا الاستوائية في الوقت بدل الضائع، لتؤكد مرة أخرى سمعتها كمنتخب لا يستسلم حتى صافرة النهاية.
هذه الخلفية تجعل المباراة مواجهة مباشرة على قمة المجموعة، حيث يضمن الفائز تقريبًا بطاقة العبور إلى ثمن النهائي، بينما يترك التعادل جميع السيناريوهات مفتوحة قبل الجولة الأخيرة.
كوت ديفوار والكاميرون.. موقعة ثقيلة تحت أضواء مراكش
الختام سيكون مع قمة من العيار الثقيل بين كوت ديفوار والكاميرون على ملعب مراكش عند الساعة 23:00 بتوقيت مكة المكرمة، في مباراة تجمع بين منتخبين يملكان تاريخًا طويلًا في القارة.
كوت ديفوار دخلت البطولة بنتيجة إيجابية بفوز مهم على موزمبيق في الجولة الأولى، ما منح لاعبيها جرعة ثقة إضافية قبل هذا الامتحان الأصعب
الكاميرون بدورها خرجت من مواجهة الجابون السابقة بانتصار صعب، وتعرف أن الفوز على الإيفواريين سيجعلها تضع قدمًا قوية في الأدوار الإقصائية وتوجه رسالة بأنها عادت إلى أدوار البطولة الكبرى.
من المنتظر أن تحمل هذه المباراة صراعًا تكتيكيًا بين القوة البدنية للكاميرون والمهارة الهجومية لكوت ديفوار، وسط حضور جماهيري كبير في مراكش لما تمثله من قمة إفريقية كلاسيكية.
سيناريوهات وترتيبات قبل جولة الحسم
نتائج اليوم ستؤثر بشكل مباشر في شكل جدول ترتيب المجموعتين الخامسة والسادسة، خصوصًا أن معظم المنتخبات تدخل الجولة الثانية وفي رصيدها ثلاث نقاط أو صفر، ما يجعل الفارق بين الصدارة والقاع ضئيلًا للغاية.
فوز الجزائر أو بوركينا فاسو في مواجهتهما المباشرة سيمنح أحدهما أفضلية مريحة قبل الجولة الثالثة، بينما قد ينعش انتصار السودان أو غينيا الاستوائية حظوظهما في سباق الوصافة.
الأمر ذاته ينطبق على ثنائي كوت ديفوار والكاميرون؛ إذ قد يتحول الفائز في هذه القمة إلى مرشح قوي لتصدر المجموعة، بينما يضطر الخاسر للدخول في حسابات معقدة في الجولة الأخيرة أمام الغابون أو موزمبيق
بهذه المعطيات، يبدو الأحد ٢٨ ديسمبر مرشحًا لأن يكون إحدى أكثر ليالي دور المجموعات اشتعالًا، سواء على مستوى الإثارة داخل الملعب أو الترقب خارج الخطوط من جماهير القارة.










