شهد بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية، وهو الأكبر في أوروبا، نشاطاً بركانياً مكثفاً ومفاجئاً اليوم، حيث انبعثت منه سحب هائلة من الرماد والدخان ونوافير الحمم البركانية، مما أثار حالة من الاستنفار لدى خبراء الجيوفيزياء وسلطات الطيران.
ثوران متفجر بعد غياب عقود
أفاد علماء من المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين (INGV) أن النشاط تركز بشكل رئيسي في الفوهة الشمالية الشرقية (Cratere di Nord-Est)، وهو تطور بارز كون هذه الفوهة تعود لنشاطها القوي بعد غياب دام قرابة 28 عاماً (منذ عام 1998).
وتطور النشاط من انبعاثات بسيطة إلى مرحلة الثوران المتفجر (paroxysmal)، حيث بلغت نوافير اللافا ارتفاعات تراوحت بين 300 و400 متر في الذروة، بينما ارتفعت أعمدة الرماد والدخان عدة كيلومترات فوق القمة.
تحذير أحمر للطيران وسحابة غاز تصل لسردينيا
أصدر مرصد البراكين تحذيراً أحمر (Red Aviation Color Code) للملاحة الجوية بسبب كثافة الرماد الذي حملته الرياح نحو الغرب والجنوب الغربي. ورغم هذا التحذير، أكدت السلطات أن مطار كاتانيا (Catania-Fontanarossa) لا يزال يعمل بشكل طبيعي حتى اللحظة، مع مراقبة دقيقة لاحتمالية زيادة انبعاثات الرماد.
أبرز التأثيرات الميدانية:
تساقط الرماد: سجلت مناطق “تاورمينا” و”بيانو بروفنزانا” والمناطق الساحلية تساقطاً خفيفاً للرماد البركاني.
الغازات السامة: انبعثت كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت (
SO
2
)، حيث وصلت السحابة الغازية إلى أجواء جزيرتي سردينيا وكورسيكا.
تدفق الحمم: تدفقت تيارات “اللافا” نحو منطقة “Valle del Bove” المهجورة، مما قلل من الخطر المباشر على المناطق السكنية.
مشهد سينمائي: تزلج تحت الانفجارات
في مشهد وُصف بالأكثر إثارة، استمر السياح والمتزلجون في الاستمتاع بالمنحدرات الثلجية التي يغطيها الجبل حالياً، متحدين الخطر لمشاهدة التباين البصري المذهل بين الحمم الحمراء المتوهجة والثلوج البيضاء الناصعة. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لمتزلجين ينزلقون على المنحدرات بينما ينفجر البركان في خلفية المشهد.
حالة التأهب
رفع الدفاع المدني في صقلية مستوى التنبيه إلى درجة “Allarme” (F1) تحسباً لأي تصعيد مفاجئ في قوة النوافير أو الانفجارات. وأكد الخبراء أنه لا توجد إصابات أو أضرار جسيمة حتى الآن، مشيرين إلى أن هذا الثوران يقع ضمن النطاق الطبيعي لنشاط إتنا المتكرر.










