في تحرك دبلوماسي مكثف يعكس رغبته في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إجراء مكالمة هاتفية وصفها بـ “الجيدة والمثمرة للغاية” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك قبل ساعات قليلة من استقباله للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في منتجعه الخاص “مار-أ-لاغو”.
دبلوماسية الهاتف والمائدة المستديرة
وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “أجريت للتو مكالمة هاتفية جيدة ومثمرة للغاية مع الرئيس بوتين.. قبل لقائي المرتقب مع الرئيس زيلينسكي”. وأوضح أن الاجتماع مع زيلينسكي سيعقد في تمام الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي في غرفة الطعام الرئيسية بمار-أ-لاغو، موجهاً الدعوة للصحافة لتغطية الحدث الذي يترقبه العالم.
زيلينسكي في مأزق “نقص الدعم”
يأتي هذا اللقاء في وقت حرج لكييف، حيث استبق زيلينسكي الاجتماع بانتقادات حادة للغرب، متهماً إياهم بتقديم دعم عسكري ومالي “غير كافٍ”. كما أجرى زيلينسكي اتصالاً مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتنسيق المواقف، في محاولة لتعزيز موقفه التفاوضي قبل الجلوس أمام ترامب الذي سبق وصرح بأن “مقترحات كييف لا تعني شيئاً دون موافقته”.
روسيا والمنصة الأمريكية
على الجانب الآخر، تتابع موسكو التحركات الأمريكية باهتمام، حيث أشار الكرملين في وقت سابق إلى انفتاحه على المفاوضات وفق “منصة أنكوريج”، وهو ما يعطي مكالمة ترامب وبوتين اليوم صبغة “تمهيدية” لبحث الخطوط العريضة لخطة التسوية التي يسعى ترامب لفرضها.
ماذا ينتظر العالم من لقاء فلوريدا؟
يُجمع المحللون على أن هذا الاجتماع يمثل “الاختبار الحقيقي” لمستقبل الحرب؛ فإما أن ينجح ترامب في انتزاع موافقة زيلينسكي على الانخراط في مسار تفاوضي واقعي، أو يواجه الأخير تهديداً حقيقياً بخفض المساعدات الأمريكية، وهو ما يضع أوكرانيا أمام خيار “السلام الصعب” أو “الاستمرار وحيدة” في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.










