ساديو ماني ينقذ السنغال… لكن الكونغو تسرق المشهد في مجموعة الموت
انتهت مباراة السنغال ضد الكونغو الديمقراطية في كأس الأمم الإفريقية «المغرب 2025» بتعادل مثير 1-1، ليتقاسم المنتخبان نقاط القمة ويؤجلا حسم بطاقة العبور المباشرة إلى ربع النهائي حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
ورغم أن التعادل أبقى المنتخبين في صدارة المجموعة الرابعة، فإن الجماهير السنغالية خرجت بشعور متباين بين القلق من إهدار فرصة التأهل المبكر والاطمئنان لبقاء «أسود التيرانغا» في وضعية المتصدر.
مجريات اللقاء وأهم اللحظات
دخل المنتخبان المواجهة في ملعب «طنجة الكبير» وهما يملكان ثلاث نقاط لكل منهما، بعد فوز السنغال على بوتسوانا بثلاثية نظيفة، وانتصار الكونغو الديمقراطية على بنين بهدف دون رد، ما جعل هذه القمة بمثابة صراع مباشر على بطاقة العبور المبكر للدور الثاني.
وبدأت الكونغو المباراة بشجاعة هجومية لافتة، محاولة استغلال الضغط الواقع على كاهل بطل إفريقيا 2022 الذي يُنظر إليه كأحد أبرز المرشحين لمنافسة المغرب على اللقب.
نجح المنتخب الكونغولي في مباغتة الدفاع السنغالي وخطف هدف التقدم، مستفيدًا من سرعة لاعبيه في التحولات الهجومية، وارتباك خط الظهر السنغالي في التعامل مع الكرات العرضية والتمريرات البينية في عمق المنطقة.
هذا التقدم زاد من توتر لاعبي السنغال وأشعل حماس الجماهير الكونغولية التي حضرت بأعداد محترمة في المدرجات المغربية، في مشهد أكد أن الكونغو لم تعد تكتفي بدور «الحصان الأسود» في البطولات القارية.
مع مرور الدقائق، بدأ المنتخب السنغالي يستعيد توازنه ويضغط بكثافة هجومية، معتمدا على خبرة نجومه في الدوريات الأوروبية وقدرتهم على إدارة المباريات الصعبة، خاصة في الأوقات الحرجة من عمر اللقاء.
وتنوعت محاولات «أسود التيرانغا» بين التسديد من خارج المنطقة والاختراق عبر الأطراف، قبل أن يأتي الفرج بهدف التعادل بتوقيع ساديو ماني الذي استثمر كرة حاسمة داخل منطقة الجزاء ليعيد منتخب بلاده إلى أجواء اللقاء.
ماني «المنقذ» من جديدتأكيد ساديو ماني لدوره كقائد هجومي ومحرك رئيسي للمنتخب السنغالي لم يكن مفاجئًا، خاصة بعد مسيرته الحاسمة مع «أسود التيرانغا» في التتويج بلقب 2022 وحسم بطاقات التأهل في تصفيات كأس العالم.
هدفه هذه المرة لم يكن مجرد تعديل للنتيجة، بل إنقاذ معنوي للفريق من سقوط مبكر كان سيضع حامل اللقب تحت ضغط هائل قبل مواجهة بنين في الجولة الأخيرة.
ورغم أن السنغال استحوذت على الكرة لفترات طويلة وبدت أكثر خطورة في الثلث الأخير من الملعب، فإن افتقاد اللمسة الأخيرة وغياب الحسم أمام المرمى ساهما في الاكتفاء بالتعادل، ليبقى ماني أبرز نقطة مضيئة في أداء بطل القارة.
كما أظهر نجم الهجوم السنغالي قدرة واضحة على قيادة زملائه ذهنيًا، حيث ظهرت توجيهاته داخل الملعب في لحظات تراجع التركيز، وهو ما يفسر تمسك الفريق بروحه القتالية حتى اللحظات الأخيرة.
موقف المجموعة الرابعة بعد التعادل
هذا التعادل أبقى السنغال والكونغو الديمقراطية في صدارة ترتيب المجموعة الرابعة برصيد أربع نقاط لكل منهما، مع أفضلية للسنغال بفارق الأهداف بعد فوزها الكبير في الجولة الأولى على بوتسوانا.
في المقابل، دخل منتخب بنين على خط المنافسة بقوة بعدما حقق انتصارًا مهمًا على بوتسوانا بهدف دون رد، ليصل إلى النقطة الثالثة ويشعل حسابات التأهل قبل الجولة الختامية.
وباتت كل الاحتمالات مفتوحة في هذه المجموعة، حيث قد يتسبب أي تعثر مفاجئ للسنغال أو الكونغو الديمقراطية أمام بنين أو بوتسوانا في قلب موازين التأهل، في ظل تقارب النقاط وقوة الصراع على صدارة الترتيب.
وتنتظر الجماهير مباراة بنين المقبلة ضد السنغال، باعتبارها مواجهة قد تحمل مفاجأة جديدة، خاصة أن المنتخب البنيني أظهر صلابة دفاعية وقدرة على خطف النتائج أمام منافسين أقوى على الورق.
أسئلة وانتقادات قبل الجولة الحاسمة
أثار الأداء السنغالي موجة من النقاش داخل الأوساط الكروية في إفريقيا، بين من يرى أن التعادل طبيعي أمام منافس قوي بحجم الكونغو الديمقراطية، ومن يعتبر أن حامل اللقب كان مطالبًا بحسم المواجهة وإظهار شخصية البطل مبكرًا في البطولة.
وتتركز الانتقادات على تراجع النسق البدني في بعض فترات اللقاء، وغياب البدائل القادرة على صناعة الفارق السريع من مقاعد البدلاء، مقارنة بجيل 2022 الذي بدا أكثر تنوعًا في الحلول الهجومية.
في المقابل، خرجت الكونغو الديمقراطية بمكاسب معنوية كبيرة، إذ أثبتت قدرتها على مقارعة الكبار وعدم الرضوخ لتاريخ وبطولات منافسيها، في خطوة جديدة ضمن مشروع منتخب يسعى للعودة بقوة إلى منصات التتويج القارية.
ومع اقتراب الحسم في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، تبدو المجموعة الرابعة مرشحة لأن تكون الأكثر إثارة في «كان المغرب 2025»، وسط ترقب عربي وإفريقي لِما إذا كان بطل النسخة الماضية سيؤكد أحقّيته بالمنافسة مجددًا على اللقب، أم أن الكونغو وبنين يحضّران لمفاجأة من العيار الثقيل.









