اسم الإعلامية مها الصغير عاد بقوة إلى واجهة المشهد الإعلامي والفني في مصر خلال 2025، بين ضجة انفصالها عن النجم أحمد السقا، وإطلاق برنامجها الحواري الجديد، ثم أزمة “اللوحة المسروقة” التي انتهت بقرار من المجلس الأعلى للإعلام بمنع ظهورها لمدة 6 أشهر وإحالة الملف إلى النيابة العامة.
وبين التعاطف والهجوم، تعيش مها عامًا استثنائيًا تتداخل فيه حياتها الشخصية مع مسيرتها المهنية، في واحدة من أكثر القصص إثارة للجدل في الوسط الإعلامي المصري مؤخرًا.
انفصال أحمد السقا ومها الصغير: بداية عام العواصف
فى مايو 2025 تأكدت الأخبار المتداولة منذ شهور عن طلاق أحمد السقا من مها الصغير بعد زواج دام نحو 26 عامًا، حين أعلن السقا بنفسه انفصاله عبر منشور على فيسبوك، أكد فيه أن الطلاق تم قبلها بفترة وأن العلاقة بينهما ما زالت قائمة على الاحترام.
الموقع نفسه أشار إلى أن الانفصال جاء بعد سنوات من الشائعات ومحاولات مستمرة لنفيها، قبل أن تتحول “شائعات الانفصال” إلى واقع مُعلن.
التقارير رصدت أن كلا الطرفين حذف أغلب صورهما المشتركة من مواقع التواصل، وهو ما اعتبره المتابعون مؤشرًا قاطعًا على نهاية واحدة من أطول زيجات الوسط الفني المصري وأكثرها حضورًا في الإعلام.
ورغم الانفصال، ظلت لغة التصريحات بين السقا ومها هادئة، فالسقا تمنّى لها السعادة، بينما تجنبت مها الدخول في سجالات مباشرة، ما رسّخ صورة “انفصال محترم” بعيدًا عن الفضائح التقليدية.
“كلام كبير” وبرومو حلقة السقافي ذروة الحديث عن الطلاق، أعلنت مها الصغير عن برنامج حواري جديد بعنوان “كلام كبير مع مها الصغير” على شاشة قناة ON، يعتمد على استضافة نجوم الصف الأول وكشف كواليس حياتهم الخاصة والمهنية.
المفاجأة الأكبر كانت الكشف عن أن أولى حلقات البرنامج ستكون مع ضيف استثنائي هو طليقها أحمد السقا، في خطوة اعتبرها البعض دليلاً على نضج العلاقة بينهما رغم الانفصال، ورآها آخرون محاولة ذكية لاستثمار الزخم الإعلامي حول قصتهما.
القناة ورواد السوشيال ميديا تداولوا برومو البرنامج الذي ظهر فيه السقا مع مها في كواليس ودية، بينما رُوّج للبرنامج على أنه يكشف “كلامًا كبيرًا” عن حياة النجوم وعلاقاتهم وتجاربهم الخاصة.
غير أن الأزمة التي اندلعت لاحقًا حول “اللوحة المسروقة” ستقلب مسار البرنامج رأسًا على عقب، إلى حد حذف برومو البرنامج من حساب القناة الرسمية على إنستغرام وإرجاء انطلاقه.
أزمة اللوحة واعتذار مها العلني
القصة انفجرت حين ظهرت مها الصغير في لقاء تليفزيوني وأشارت إلى لوحة تشكيلية بوصفها من إبداعها الشخصي، ليتبين لاحقًا أنها لوحة للفنانة الدنماركية “ليزا”، ما أثار اتهامات قوية لها بسرقة عمل فني ونسبته لنفسها.
وسائل الإعلام وصفتها بـ“أزمة اللوحة المسروقة”، وتصدّر اسم مها التريند وسط موجة من الانتقادات والتعليقات الساخرة حول “الموهبة المزيفة” و”السطو الفني”.
أمام الضغط، خرجت مها الصغير باعتذار مكتوب عبر حساباتها على مواقع التواصل، قالت فيه: “أنا غلطت… غلطت في حق الفنانة الدنماركية ليزا، وفي حق كل الفنانين، وفي حق المنبر اللي اتكلمت منه، والأهم إني غلطت في حق نفسي… مروري بأصعب ظروف في حياتي لا يبرر ما حدث”.
الاعتذار حمل نبرة ندم واضحة، لكنها لم تمنع تصاعد الموجة ضدها، خاصة مع دخول المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على خط الأزمة.
قرار الإيقاف ومنع الظهور
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أصدر قرارًا بمنع مها الصغير من الظهور الإعلامي في كافة الوسائل لمدة 6 أشهر، بدعوى مخالفة المعايير والأكواد المهنية، إلى جانب إحالة واقعة التعدي على حقوق الملكية الفكرية للنيابة العامة للتحقيق.
البيان أشار إلى أن ما جرى يمثل انتهاكًا لقانون الملكية الفكرية وقانون تنظيم الصحافة والإعلام، وأن القرار يستهدف تأكيد مسؤولية الإعلاميين عن المحتوى الذي يقدمونه واحترام حقوق المبدعين.
بالتوازي، شهدت مواقع التواصل نقاشًا حادًا؛ فريق رأى أن العقوبة مستحقة ورسالة رادعة لأي محاولة لسرقة أعمال فنية أو “التجمّل الزائف” أمام الجمهور، وفريق آخر اعتبر أن الهجوم تحوّل إلى “إعدام معنوي” لمذيعة تمر أصلًا بظروف شخصية صعبة بعد الطلاق.
وبين هذا وذاك، أصبحت مها الصغير نموذجًا لحالة إعلامية تتقاطع فيها الأخطاء المهنية مع قسوة فضاء التريند المفتوح.
ما بين المسار المهني وصورة الرأي العام
أزمة مها الصغير ترافقها دائمًا خلفية أنها ابنة مصفف الشعر الراحل محمد الصغير وطليقة نجم جماهيري كبير هو أحمد السقا، ما يجعل أي خطأ شخصي أو مهني مادة مضاعفة للتداول.
ومع أن مسيرتها شملت تقديم فقرات وبرامج مرتبطة بالموضة والنجوم، فإن عام 2025 نقل اسمها من مساحة “مذيعة أنيقة في عالم الفن” إلى حالة جدل حول المهنية والمسؤولية والامتيازات.
الأسئلة المطروحة الآن لا تتعلق فقط بمصير برنامج “كلام كبير” أو موعد عودتها للشاشة بعد انتهاء مدة الإيقاف، بل تمتد إلى ما إذا كانت مها ستنجح في إعادة بناء ثقة الجمهور، أم ستظل أسيرة صورة “المذيعة التي نسبَت لوحة ليست لها” و”طليقة النجم التي أحرقتها الأضواء”.
ما يبدو مؤكدًا أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد إن كان هذا العام سيتحول إلى نقطة سقوط نهائية، أم بداية لمرحلة مراجعة ثم عودة مختلفة لإعلامية تعلّمت بالطريقة الأقسى أن الشهرة وحدها لا تكفي لحماية صاحبها من خطأ واحد أمام الكاميرا.










