تعادل مالي يشعل الحسابات.. نقطة تكفي المغرب نظريًا وزامبيا تفكر في الانقضاض
فازت المغرب على زامبيا 3/0وقد ت صدر مباراة المغرب وزامبيا في ختام دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، المشهد الكروي في القارة نظرًا لحساسيتها في تحديد مصير البطاقات الأخيرة المؤهلة إلى ثمن النهائي، وكذلك بسبب الضغط الجماهيري الواقع على «أسود الأطلس» وهم يلعبون على أرضهم ووسط جماهيرهم.
خلفية المجموعة وحسابات التأهل
يتصدر منتخب المغرب جدول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، جمعها من فوز في الافتتاح على جزر القمر وتعادل مخيب أمام مالي 1-1 في الجولة الثانية، ما حرمه من حسم التأهل مبكرًا وأبقى الحسابات مفتوحة حتى الجولة الأخيرة
ويحتاج «أسود الأطلس» إلى نقطة واحدة فقط أمام زامبيا لضمان التأهل رسميًا إلى ثمن النهائي، فيما يدخل المنتخب الزامبي اللقاء وفي رصيده نقطتان من تعادلين، باحثًا عن نتيجة إيجابية قد تقلب موازين المجموعة وتمنحه بطاقة عبور تاريخية من أمام صاحب الأرض.
ضغط الأرض والجمهور على المغرب
تأتي هذه المواجهة في سياق خاص، إذ يستضيف المغرب النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في تاريخه، بعد نسخة 1988، وسط توقعات عالية بأن يترجم نجاحاته الأخيرة قاريا وعالميا إلى لقب قاري غاب عن خزائنه لعقود.
لكن تعادل الجولة الماضية أمام مالي فجّر موجة انتقادات من بعض الجماهير، التي اعتبرت أن الأداء لم يكن في مستوى طموحات فريق بلغ نصف نهائي كأس العالم 2022، وهو ما يضع المدرب وليد الركراكي أمام امتحان جديد لإقناع الشارع الكروي بأن مشروعه ما زال في الاتجاه الصحيح.
خيارات الركراكي والتشكيل المرتقب
اختار الجهاز الفني للمغرب الدخول إلى موقعة زامبيا بتشكيلة هجومية متوازنة، مع الاعتماد على ياسين بونو في حراسة المرمى، وخط دفاع يضم أسماء بارزة مثل نايف أكرد ونصير مزراوي، إلى جانب تواجد محمد الشيبي في التشكيل الأساسي لتعزيز الجهة اليمنى
وفي الوسط والهجوم، يعوّل الركراكي على ديناميكية لاعبين من طراز عز الدين أوناحي وإسماعيل الصيباري، مع حلول هجومية من يوسف النصيري وإبراهيم دياز وعبد الصمد الزلزولي، في محاولة لكسر التحفظ الدفاعي المتوقع من زامبيا وحسم الأمور مبكرًا قبل الدخول في تعقيدات الحسابات.
زامبيا بين أمل التأهل وسلاح الواقعية
من جهته، يدخل منتخب زامبيا المباراة وهو يدرك أن أي خسارة قد تعني توديع البطولة، بعدما اكتفى بنقطتين من تعادلين، أحدهما سلبي أمام جزر القمر في الجولة الثانية من المجموعة الأولى، ما وضعه أمام ضرورة المغامرة المحسوبة أمام صاحب الأرض.
ورغم التاريخ الذي يميل بوضوح لصالح المغرب في المواجهات المباشرة بين المنتخبين، حيث حسم «أسود الأطلس» الغالبية، إلا أن المنتخب الزامبي أثبت في السنوات الماضية أنه قادر على إزعاج الكبار، ويملك في هذه البطولة عناصر شابة تمزج بين القوة البدنية والسرعة في التحولات.
أبعاد جماهيرية وسياسية رياضية
تتجاوز أهمية المباراة حدود المستطيل الأخضر، إذ تراها الجماهير المغربية اختبارًا مبكرًا لقدرة البلد على إنجاح تنظيم أمم إفريقيا 2025 رياضيًا وجماهيريًا، خاصة أن البطولة تمثل منصة إضافية لدعم ملف المغرب المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال.
كما ينظر جزء من الرأي العام الرياضي إلى مواجهة زامبيا على أنها بروفة نفسية وفنية لما يمكن أن يواجهه «أسود الأطلس» في الأدوار الإقصائية، حيث لا مجال للتعويض، ما يجعل الأداء وطريقة الفوز – وليس النتيجة فقط – تحت مجهر النقاد والإعلام.
سيناريوهات ما بعد صافرة النهاية
في حال حصد المغرب الانتصار أو التعادل، فإن بطاقة التأهل ستكون مضمونة، مع أفضلية كبيرة في صدارة المجموعة، الأمر الذي يفتح أمامه طريقًا أقل وعورة نسبيًا في ثمن النهائي بحسب المسار المتوقع للمنتخبات الأخر
أما إذا تعثر «أسود الأطلس» بشكل مفاجئ أمام زامبيا، فإن المدرب واللاعبين قد يجدون أنفسهم في قلب عاصفة من الأسئلة حول قدرة هذا الجيل على ترجمة الضجة العالمية التي أحدثها في مونديال قطر إلى إنجاز قاري على أرضه، وهو ما قد يشعل نقاشًا واسعًا في الإعلام والمنصات الاجتماعية خلال الساعات المقبلة.
بهذا تبقى مباراة المغرب وزامبيا في أمم إفريقيا 2025 بالمغرب أكثر من مجرد 90 دقيقة، فهي مواجهة على مستوى النتيجة والهوية والطموح، في بطولة يراها الكثيرون فرصة تاريخية لاعتلاء عرش القارة إفريقيًا على أرض «أسود الأطلس».










