تعادل منتخب مصر ومنتخب أنجولا بظون اهداف 0/0فى مباراة اليوم بكأس الأمم الإفريقية بالمغرب حيث تحولت إلى صدام «مصالح متعارضة»، بين منتخب مصري حسم التأهل مبكرًا ويسعى لإنهاء الدور الأول بالعلامة الكاملة، وأنجولا التي تدخل المواجهة بشعار «الفرصة الأخيرة» للحاق بركب المتأهلين
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، ما زالت المباراة تُصنَّف في خانة «قبل الانطلاق» بوصفها مواجهة ختامية لدور المجموعات تُلعب على كل الاحتمالات، من خطوة استعراضية جديدة للفراعنة إلى مفاجأة قد تقلب ترتيب المجموعة رأسًا على عقب.
خلفية المجموعة وحسابات التأهل
تأتي مواجهة مصر وأنجولا في ختام منافسات المجموعة الثانية، التي تضم أيضًا جنوب أفريقيا وزيمبابوي، ضمن كأس الأمم الإفريقية 2025 المقامة في المغرب.
حسم منتخب مصر بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي مبكرًا بعد فوزه على زيمبابوي 2-1 في الافتتاح ثم انتصاره على جنوب أفريقيا 1-0 من ركلة جزاء لمحمد صلاح، ما منحه الصدارة برصيد 6 نقاط قبل الجولة الأخيرة.
في المقابل، يدخل منتخب أنجولا الجولة الختامية وهو في موقف حرج بعد تعادل مع زيمبابوي وخسارة أمام جنوب أفريقيا، ليملك نقطة واحدة فقط ويحتاج إلى الفوز على مصر مع انتظار نتيجة مباراة جنوب أفريقيا وزيمبابوي لتحديد مصيره.
لذلك تتعامل أنجولا مع مواجهة الفراعنة باعتبارها «مباراة حياة أو خروج نهائي» فنيًا ومعنويًا، بينما ينظر إليها المصريون كفرصة لضبط الإيقاع قبل أدوار الإقصاء.
ظروف المباراة والتشكيل المتوقعتُقام مباراة مصر وأنجولا اليوم على ملعب «الجامعة» الكبير في أغادير (Le Grand Stade d’Agadir) بالمغرب، في الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي للمغرب، ضمن برنامج اليوم الأخير من دور المجموعات الذي يشهد في التوقيت نفسه مباراة زيمبابوي وجنوب أفريقيا في مراكش.
هذا التزامن يزيد من تعقيد حسابات أنجولا، إذ لن يكون أمامها خيار سوى تحقيق الفوز أمام منتخب حسم التأهل سلفًا لكنه لم يحسم بعد ملف «الصورة الذهنية» عن قوته في البطولة.
التقارير القادمة من معسكر الفراعنة تشير إلى أن حسام حسن يتجه لإجراء تدوير واسع في التشكيل الأساسي، بهدف إراحة الركائز الأساسية وعلى رأسهم محمد صلاح وعدد من اللاعبين الذين خاضوا المباراتين السابقتين بمجهود بدني كبير.
هذا التدوير يمنح الفرصة لوجوه جديدة لإثبات نفسها، لكنه في الوقت ذاته يفتح باب التشكيك في مدى قدرة المنتخب على الحفاظ على نسق الأداء والهوية الهجومية أمام خصم يلعب بنزعته القصوى.
دوافع المنتخبين الفنية والنفسية
بالنسبة لمصر، تبدو المباراة اختبارًا لعمق قائمة المنتخب أكثر مما هي معركة نقاط، فالفريق ضمن صدارة المجموعة بأفضلية المواجهات والانتصارات، لكنه يسعى للخروج بالعلامة الكاملة من الدور الأول لإرسال رسالة واضحة للمنافسين بأنه عائد للمنافسة على اللقب.
كما تشكل المواجهة فرصة لتجريب بدائل تكتيكية جديدة، سواء في طريقة الضغط أو تنظيم الوسط، تمهيدًا لصدامات أكثر تعقيدًا في الأدوار الإقصائية.
أما أنجولا، فتخوض المباراة تحت ضغط مزدوج: ضغط ضرورة تحقيق الفوز، وضغط مواجهة فريق كبير قد يلعب بلا ضغوط لكنه يملك تاريخًا وخبرة تجعل أي خطأ دفاعي ثمنه غاليًا.
هذا العامل قد يدفع الجهاز الفني الأنجولي إلى التحرر هجوميًا منذ البداية، مع المخاطرة بترك مساحات خلف دفاعه، ما يفتح الباب أمام هجمات مرتدة مصرية سريعة إذا استثمرها لاعبو الوسط والهجوم بشكل فعّال.
سيناريوهات ما قبل صافرة البدايةقبل أن تنطلق المباراة، تبدو الصورة العامة كالتالي:مصر تدخل اللقاء وهي أول المتأهلين إلى ثمن النهائي من بين منتخبات البطولة، وتبحث عن ثالث انتصار على التوالي في دور المجموعات لأول مرة منذ تتويجها التاريخي بثلاثية ألقاب متتالية في 2006 و2008 و2010.
أنجولا تتمسك بأمل تكرار مفاجآت سابقة في تاريخ كأس الأمم، من خلال محاولة إسقاط أحد عمالقة القارة في ليلة قد تتحول إلى «ليلة تاريخية» إذا نجحت في الخروج بالنقاط الثلاث.
تحمل مواجهة اليوم أيضًا بعدًا معنويًا للمصريين، إذ يتطلع الشارع الكروي إلى رؤية شخصية قوية للمنتخب حتى في مباراة تعد «تحصيل حاصل» على مستوى الحسابات، كي لا تتكرر سيناريوهات بطولات سابقة فقد فيها الفريق تركيزه بعد ضمان التأهل المبكر.
وفي المقابل، يراهن جمهور أنجولا على أن الضغط الأكبر يقع على لاعبي مصر الذين لا يريدون إفساد الصورة المثالية التي رسموها في أول جولتين، ما قد يمنح منتخبهم مساحة للتحرك بهدوء أكبر على أرض الملعب.
في النهاية، تبقى مباراة مصر وأنجولا اليوم في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب واحدة من تلك المواجهات التي قد يُقال بعدها إن «التأهل لا يعني الاسترخاء»، أو تُكتب في سجل المفاجآت إذا نجحت أنجولا في قلب المعادلة وإجبار الفراعنة على مغادرة دور المجموعات بدونه العلامة الكاملة.
وبين هذا وذاك، سيكون الملعب في أغادير هو الحكم الوحيد على مدى صحة رهان حسام حسن على البدلاء، ومدى قدرة أنجولا على تحويل فرصة أخيرة إلى واقع ملموس على لوحة ترتيب المجموعة الثانية.










