طرابلس – 29 ديسمبر 2025
تشهد ليبيا حالة من القلق الإقليمي بسبب تداعيات الحرب في السودان، التي يبدو أنها تؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني والسياسي في البلاد. وحسب تقارير محلية ودولية، فإن النزاع السوداني ساهم في زيادة تدفقات السلاح غير القانوني إلى ليبيا، مع نشاط متزايد للمرتزقة عبر الحدود المشتركة، ما يهدد التوازنات الأمنية والسياسية في مختلف المناطق الليبية.
وفي هذا السياق، أثارت صفقة السلاح التي أبرمتها القيادة العامة الليبية مع باكستان جدلاً واسعًا، حيث يطرح خبراء الأمن تساؤلات حول ارتباطها بتطورات الحرب السودانية، ومدى تأثيرها على قدرة الدولة الليبية على فرض السيطرة على أراضيها. وتعتبر الصفقة جزءًا من تحركات ليبيا لتعزيز قدراتها العسكرية وسط بيئة إقليمية غير مستقرة، لكن محللين يحذرون من احتمالية زيادة النزاعات المسلحة إذا لم تُدار هذه التحركات بحذر.
كما ناقش الخبراء السيناريوهات المحتملة لتطورات الحرب في السودان، بما في ذلك إمكانية تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار عدم الاستقرار إلى دول الجوار، بما فيها ليبيا. ويشير التحليل إلى أن استمرار النزاع يمكن أن يزيد من الضغط على ليبيا في عدة محاور: أمني، سياسي، واقتصادي، مع تأثير مباشر على جهود إعادة بناء الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي.
وفيما يتعلق بالأبعاد الدولية، رصدت التقارير دور الفاعلين الإقليميين والدوليين في الأزمة، حيث تعمل بعض القوى على استغلال التوترات في المنطقة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، سواء عبر دعم أطراف معينة، أو من خلال تسهيل دخول الأسلحة والمرتزقة. ويؤكد الخبراء أن أي تهاون في مواجهة هذه التحديات قد يؤدي إلى زيادة رقعة الفوضى المسلحة وتأثيرها على المدنيين والمناطق الحدودية.
في الختام، يرى المحللون أن ليبيا تمر بمرحلة حرجة تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الجهات المحلية والإقليمية والدولية لمواجهة تحديات الأمن والاستقرار، وضمان عدم تحول الأزمة السودانية إلى تهديد مباشر للأمن الوطني الليبي وللمنطقة بأسرها.










