مباراة بتسوانا والكونغو الديمقراطية، المقررة مساء الثلاثاء 30 ديسمبر على ملعب البريد في الرباط، تتحول إلى مواجهة متناقضة الحسابات بين منتخب خرج رسميًا من سباق التأهل وهو بتسوانا، وآخر يلعب على تثبيت أقدامه في ثمن النهائي واستغلال الفرصة الأخيرة لتحسين موقعه في المجموعة الرابعة وهو منتخب الكونغو الديمقراطية.
ورغم أن اللقاء يبدو «شكليًا» لبتسوانا، فإن نتيجته قد تعيد خلط أوراق المنافسة على بطاقة التأهل الثانية في المجموعة، وتفتح باب الانتقادات أو الإشادة في كينشاسا بحسب ما ستسفر عنه صافرة النهاية.
خلفية المجموعة وحسابات التأهل
بتسوانا تدخل المباراة وهي في ذيل ترتيب المجموعة الرابعة بلا نقاط بعد خسارتين متتاليتين أمام السنغال بثلاثية نظيفة وأمام بنين بهدف دون رد، لتصبح مواجهة الكونغو الديمقراطية بالنسبة لها مباراة كرامة قبل مغادرة المغرب
المنتخب لم يسجل أي هدف حتى الآن واستقبل أربعة أهداف، ما يعكس هشاشة دفاعية وعقمًا هجوميًا واضحًا في أول مشاركة له أمام تنوع من مدارس كروية إفريقية خارج نطاق غرب القارة.
في المقابل، يخوض منتخب الكونغو الديمقراطية اللقاء وفي رصيده أربع نقاط من فوز على بنين وتعادل مثير مع السنغال، ليجد نفسه في وضع مريح نظريًا لكنه مهدد عمليًا إذا خسر اليوم وانقلبت نتائج المباراة الأخرى في المجموعة.
لذلك تبدو النقاط الثلاث بالنسبة لـ«الفهود» أكثر من مجرد تأمين تأهل؛ فهي أيضًا ورقة ضغط معنوية على باقي المنافسين ورسالة بأن الفريق قادر على لعب دور «الحصان الأسود» في الأدوار الإقصائية.
تفاصيل فنية قبل صافرة البداية
المباراة تقام في ملعب البريد بالعاصمة الرباط في تمام التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة (الثامنة بتوقيت المغرب)، ضمن ختام منافسات المجموعة الرابعة في اليوم الذي يشهد أيضًا مباريات حاسمة في المجموعة الثالثة.
التوقعات الإحصائية تميل لصالح الكونغو الديمقراطية، حيث تظهر مؤشرات المواقع المتخصصة تفوقًا واضحًا للفهود في الاستحواذ وصناعة الفرص وجودة التشكيلة مقارنة بمنتخب بتسوانا الذي لا يزال في طور بناء جيل جديد على مستوى القارة.
على الصعيد الفردي، يتحول التركيز نحو مهاجم الكونغو سيدريك باكامبو الذي سجل هدفًا في الجولتين السابقتين ويُعد رأس الحربة الأبرز في تشكيلته، بينما تفتقر بتسوانا للاسم اللامع القادر على صناعة الفارق، وتعتمد أكثر على الانضباط الجماعي والضغط المكثف في وسط الملعب لمحاولة تعطيل بناء اللعب الكونغولي.
الجهاز الفني لبتسوانا قد يلجأ إلى العودة لدفاع المنطقة الكثيف بعد أن كشفت مواجهتا السنغال وبنين عن خطورة المغامرة الدفاعية بلا أدوات مناسبة.
أبعاد نفسية وجماهيرية للمواجهةمن الناحية النفسية، تضغط الجماهير الكونغولية بقوة عبر الإعلام ومنصات التواصل من أجل حسم اللقاء مبكرًا أمام منتخب «مُقصى» نظريًا، رافضة أي حديث عن تهاون أو تدوير مفرط للتشكيل قد يفتح الباب لمفاجأة غير محسوبة
المنتقدون في كينشاسا يرون أن الفشل في الفوز على بتسوانا بعد التعادل الجيد مع السنغال سيكون بمثابة «نسف» لخطاب الاتحاد المحلي حول مشروع منتخب قادر على الذهاب بعيدًا في كان المغرب.
على الجانب الآخر، تبدو بتسوانا أكثر تحررًا من الضغط بعد تأكد خروجها، ما قد يجعلها تلعب بتركيز أكبر وإرادة لتعطيل مخططات المجموعة، خصوصًا أن الفوز أو حتى التعادل مع الكونغو في ختام المشاركة قد يُقدَّم للجماهير على أنه مؤشر أمل لبناء منتخب تنافسي في النسخ المقبلة.
تاريخ المواجهات بين المنتخبين يميل لصالح الكونغو الديمقراطية التي لم تخسر أمام بتسوانا في الوقت الأصلي من قبل، ما يمنح الفهود أفضلية معنوية إضافية قبل انطلاق اللقاء.
ما بعد المباراة: أسئلة مفتوحة قبل صافرة النهاية
أي نتيجة غير فوز الكونغو الديمقراطية ستفتح الباب أمام عاصفة نقدية في الداخل، قد تمتد من الجهاز الفني إلى الاتحاد، خاصة أن المجموعة الرابعة وُصفت منذ القرعة بأنها فرصة مثالية للفهود من أجل المرور دون تعقيدات مبالغ فيها.
الفوز اليوم لا يعني فقط تأكيد التأهل، بل سيُستخدم كحجة للدفاع عن خيارات الاختيارات الفنية والرهان على هذا الجيل الذي يُنظر إليه بأنه قادر على إعادة الكونغو لساحة المنافسة الإفريقية بعد سنوات من التذبذب.
أما بتسوانا، فستخرج من اللقاء إمّا بصورة منتخب استسلم مبكرًا وقضى 270 دقيقة في المغرب دون بصمة حقيقية، أو بصورة فريق متواضع الإمكانات لكنه قاتل حتى النهاية وحاول إرباك الحسابات في مجموعة يسيطر عليها من الناحية النظرية منتخبان بحجم السنغال والكونغو.
وبين هذه وتلك، تبقى مباراة اليوم واحدة من تلك المواجهات التي لا تُغيّر شكل المنافسة على اللقب مباشرة، لكنها قد تُحدد شكل النقاش حول العدالة الكروية والجاهزية الحقيقية لبعض المشاريع الإفريقية التي ترفع سقف الكلام أكثر مما تُقدّم على أرض الملعب










