كشف تقرير إسرائيل لعام 2025 عن آلاف العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن، مع سقوط عشرات آلاف القتلى وتدمير واسع للبنية التحتية، في حين تعكس الأرقام الرسمية فجوة كبيرة بين الرواية العسكرية والتكلفة الإنسانية الحقيقية على المدنيين.
القدس، 31 ديسمبر 2025
نشرت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) تقريرها السنوي لعام 2025، لتكشف عن حجم العمليات العسكرية على جميع الجبهات، من قطاع غزة والضفة الغربية إلى لبنان، إيران واليمن. الأرقام الرسمية التي أوردها التقرير صادمة، لكنها تثير مزيدًا من التساؤلات حول الثمن البشري والسياسي لهذه العمليات.
حجم العمليات: أرقام كبيرة مقابل بشر يعانون
بحسب التقرير، تم تعبئة نحو 307 آلاف من قوات الاحتياط، ونفذت القوات الإسرائيلية حوالي 430 عملية عسكرية، مستهدفة نحو 20.900 موقع على مختلف الجبهات. القوات البحرية سجّلت نحو 130 ألف ساعة إبحار، ونفذت 50 عملية هجومية بحرية. الأرقام الرسمية تعكس نشاطًا عسكريًا مكثفًا، لكنها تخفي خلفها مئات آلاف المدنيين المتضررين والدمار الذي طال البنية التحتية الحيوية.
غزة: قتل جماعي وتدمير ممنهج
في قطاع غزة، تقول IDF إنها قتلت نحو 14 ألف عنصر من جماعات “إسلامية مسلحة”، ودمرت أكثر من 19.500 هدف اعتبرت أنها “بنية تحتية إرهابية”، تشمل مخازن أسلحة ومراكز قيادة. كما أعلنت القضاء على عشرات القادة الميدانيين في حماس.
لكن التقرير يتجاهل المدنيين الأبرياء الذين يعيشون في مناطق القصف، والآلاف منهم نزحوا أو فقدوا منازلهم، وسط حصار مستمر ونقص في الخدمات الأساسية، ما يعكس جانبًا إنسانيًا مأساويًا يغيب عن الأرقام العسكرية.
الضفة الغربية: اعتقالات واسعة وهدم منازل
ذكرت IDF أن عملياتها في الضفة الغربية أسفرت عن مقتل 230 شخصًا واعتقال نحو 7.400 مشتبهًا بهم، بينهم نحو 1.200 من عناصر حماس، مع مصادرة أكثر من 1.300 سلاح وملايين الشواقل المزعومة كأموال “إرهابية”. كما هدمت إسرائيل منازل 30 مشتبهًا به في إطار 80 عملية على مستوى الكتيبة، ما زاد من التوتر النفسي والاجتماعي للأسر الفلسطينية وأدى إلى مزيد من النزوح والمعاناة اليومية.
لبنان: خرق مستمر لوقف إطلاق النار
في لبنان، أسفرت العمليات الإسرائيلية عن مقتل نحو 380 عنصرًا من حزب الله واستهداف حوالي 1.000 هدف، مع توثيق 1.920 خرقًا لوقف إطلاق النار من قبل الحزب. هذا التصعيد يعكس استمرارية التوتر وعدم وجود أي خطوات نحو حل سلمي، بينما المدنيون اللبنانيون يعيشون تحت التهديد المستمر.
إيران واليمن: نزعة توسعية خطيرة
توسع العمليات الإسرائيلية خارج حدودها، شمل إيران حيث تم استهداف مسؤولين وعلماء، بينهم 11 عالمًا في يونيو، إضافة إلى عمليات في اليمن استهدفت كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الحوثيين. هذا التوسع يعكس استراتيجية خطيرة قد تؤدي إلى تصعيد أوسع وتزيد التوترات الإقليمية.
الخسائر الإسرائيلية مقابل الخسائر المدنية
سجلت القوات الإسرائيلية 91 قتيلًا و821 جريحًا خلال العام، مع استثمارات كبيرة في الإخلاءات الطبية والدعم النفسي والتدريب، بينما المدنيون في المناطق المستهدفة يتحملون الكلفة الأكبر، بما يشمل قتل الأبرياء، تدمير المنازل، شلل البنية التحتية ونزوح آلاف الأسر.
الأرقام التي نشرتها IDF تكشف عن سياسة عسكرية تعتمد على القوة المفرطة وتجاهل الكلفة الإنسانية. العمليات المعلنة باسم “مكافحة الإرهاب” تؤدي إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريدهم، وتدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية.
كما أن التوسع خارج الحدود، نحو إيران واليمن، يعكس نهجًا تصعيديًا يزيد من احتمال اندلاع صراعات أكبر ويعقد فرص السلام والاستقرار في المنطقة. التقرير يبرز نجاحات عسكرية على الورق، لكنه يغفل الكلفة الحقيقية للأرواح والحقوق الإنسانية، ويترك أثرًا نفسيًا واجتماعيًا طويل الأمد على المدنيين في كل المناطق المتأثرة.










