منتخب بوركينا فاسو حسم مواجهة اليوم الأربعاء
31 ديسمبر 2025 أمام السودان فى كأس الأمم الإفريقية بالمغرب بالفوز بنتيجة 2–0، ليخطف بطاقة عبور قوية من المجموعة الخامسة ويُبقي السودان تحت رحمة حسابات المركز الثالث والتأهل بشق الأنفس.
المباراة التى أُقيمت على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء أكدت تفوق «الخيول» بدنيًا وذهنيًا، وكشفت فى المقابل حدود مشروع «صقور الجديان» فى مواجهة الضغط العالى والمباريات المصيرية.
تفاصيل النتيجة وسيناريو اللقاء
المباراة أقيمت عند الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش على ملعب محمد الخامس فى الدار البيضاء، ضمن الجولة الثالثة والحاسمة من منافسات المجموعة الخامسة لكأس الأمم الإفريقية المغرب 2025.
ونجح منتخب بوركينا فاسو فى حسم المواجهة بثنائية نظيفة، فى مباراة وُصفت بأنها «نهائى مصغر» لتحديد هوية المرافق الرسمى للجزائر فى صدارة المجموعة وترتيب المراكز قبل دور الـ16.
بوركينا فاسو دخلت اللقاء وهى فى وضعية أفضل على مستوى النقاط والأداء الجماعى، واستفادت من الثقة التى اكتسبتها فى الجولتين السابقتين، بينما جاء السودان مثقلاً بضغوط جماهيرية وإعلامية بعد هزيمة ثقيلة أمام الجزائر ثم فوز شاق على غينيا الاستوائية.
ورغم محاولات سودانية متفرقة، فإن الخطورة الحقيقية كانت من نصيب «الخيول» التى فرضت نسقًا عاليًا على مجريات اللعب وحسمت المواجهة بأقل قدر من المجازفة.
التشكيل وخطة اللعب
منتخب السودان دخل المواجهة بأسلوب 4-2-3-1 مع الاعتماد على محمد أبو جاعه فى حراسة المرمى، وخط دفاع مكوَّن من مزن محمدين، الطيب أبكر، محمد كسرة، وعوض زايد، أمام ثنائى محور ياسر عوض وصلاح عادل، وخلف ثلاثى هجومى بقيادة الجوكر الهجومى الجوذلى نوح وأمير عبد الله وياسر مزمل، خلف المهاجم جون مانو.
هذه التركيبة سعت للجمع بين الصلابة الدفاعية والانتشار السريع فى التحولات، لكنها اصطدمت بضغط عالٍ من جانب البوركينابى على أول كرة سودانية.
فى المقابل، اعتمدت بوركينا فاسو على شكل قريب من 4-3-3 مع هيرفى كوفى فى حراسة المرمى، ورباعى دفاعى يضم إدموند تابسوبا، إيسوفو دايو، أرسين كواسى، وسيدريك بادولو، أمام خط وسط يقوده إبراهيم بلاتى تورى ومعه عناصر قادرة على الربط بين الخطوط، بينما قاد الهجوم برتراند تراوري ودانجو واتارا وعدة أسماء تمتاز بالسرعة والقوة البدنية.
هذا التوازن بين الصلابة الخلفية والسرعة فى الأطراف جعل الكفة تميل تدريجيًا لصالح بوركينا مع مرور الدقائق.
مجريات المباراة وأبرز اللحظات
الشوط الأول شهد حذرًا سودانيًا واضحًا مع محاولة إغلاق العمق الدفاعى والرهان على المرتدات، لكن بوركينا فاسو ضغطت مبكرًا عبر الجناحين والكرات العرضية، ما أجبر خط الدفاع السودانى على ارتكاب أخطاء فى التمركز والتشتيت.
وفى ظل كثافة بوركينابية فى الثلث الهجومى، جاء الهدف الأول ليترجم أفضلية «الخيول» ويضع صقور الجديان تحت ضغط نفسى كبير مبكرًا.
فى الشوط الثانى، حاول السودان التقدم بخطوطه وبثّ حياة جديدة فى الوسط الهجومى، إلا أن الفارق البدنى والتنظيمى كان واضحًا لصالح بوركينا فاسو، التى نجحت فى امتصاص اندفاع السودانيين ثم ضربت بالهدف الثانى، لتقتل عمليًا أى أمل حقيقى فى عودة سودانية بالنتيجة.
وتنوعت تهديدات المنتخب البوركينابى بين التسديد من خارج المنطقة والضغط على الأطراف، بينما اكتفى السودان بمحاولات فردية افتقدت للمساندة الجماعية، لينتهى اللقاء بثنائية مستحقة للأفارقة «الخيول».
وضعية المنتخبين وفرص التأهل
هذا الفوز منح بوركينا فاسو دفعة قوية فى سباق التأهل من المجموعة الخامسة، حيث رسخت حضورها كواحد من المنتخبات المستقرة فى السنوات الأخيرة والقادرة على تجاوز دور المجموعات بصورة شبه منتظمة.
وبفضل النقاط المحققة فى الجولات الثلاث، ضمنت «الخيول» عبورًا مريحًا إلى ثمن النهائى وربما مواجهة أقل صعوبة نسبيًا فى الأدوار الإقصائية وفق ترتيب المجموعة.
أما السودان، فوجد نفسه بعد صافرة النهاية أمام واقع مرير، إذ لم يعد يملك رفاهية إهدار النقاط أو تكرار أخطاء الدفاع إذا أراد الاستمرار فى البطولة من بوابة أفضل الثوالث، مع ضرورة انتظار نتائج المجموعات الأخرى وحسابات فارق الأهداف.
الهزيمة كشفت مرة أخرى هشاشة البنية التكتيكية وقلة الخبرة فى إدارة المباريات الكبيرة، ما يفرض تساؤلات واسعة داخل الشارع الرياضى السودانى حول مستقبل الجهاز الفنى ومشروع إعادة بناء المنتخب بعد نسخة المغرب 2025.
إذا رغبت يمكن إعداد نسخة ثانية من التقرير بزاوية سودانية خالصة، تركز على نقد الاتحاد والجهاز الفنى وتأثير الواقع الداخلى فى الخرطوم على صورة المنتخب فى «كان المغرب».










