تحذير ناري من ترامب.. هل تدفع تدريبات الصين العالم إلى مواجهة كبرى؟
في تصعيد جديد echo لصوت الحرب الباردة، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة من التدريبات العسكرية الصينية المكثفة حول تايوان، واصفًا إياها بأنها “تمهيد خطير لغزو قريب”، ومتهمًا إدارة الرئيس جو بايدن بأنها “تتفرج بصمت وهي ترى بكين تعيد رسم الخريطة الآسيوية بالقوة”.
تحذير ترامب جاء خلال مقابلة إذاعية مع شبكة أمريكية يمينية، حيث قال إن الصين “لم تكن لتجرؤ على الاقتراب من تايوان في عهده”، مؤكدًا أن “ضعف القيادة الحالية في البيت الأبيض جعل الرئيس الصيني شي جين بينغ أكثر جرأة وعدوانية”.
تصعيد في مضيق تايوان
تأتي تصريحات ترامب بعد أن أعلنت وزارة الدفاع التايوانية عن رصد أكثر من 40 طائرة مقاتلة و10 سفن حربية صينية في محيط الجزيرة خلال 24 ساعة فقط، ضمن ما وصفته بكين بأنه “تدريبات روتينية تهدف إلى اختبار جاهزية القوات البحرية والجوية”.
لكن المراقبين يرون أن تحركات الصين تحمل رسائل استراتيجية واضحة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، خصوصًا بعد إعلان تايبيه عن تعزيز تعاونها الدفاعي مع واشنطن وتوقيعها عقود تسليح جديدة تتضمن صواريخ دفاع جوي وأنظمة رادار متقدمة
.ترامب علّق على ذلك بالقول:“الصين لا تختبر تايوان فقط، بل تختبر أمريكا والعالم الغربي كله.
وعندما ترى الضعف، تتحرك دون تردد.”وأضاف أن بكين “تختبر حدود الصبر الأمريكي” تمامًا كما فعلت روسيا في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن “الفشل في الرد الحازم سيجعل الحرب القادمة مسألة وقت فقط”.
هجوم على بايدن
لم يكتفِ ترامب بالتحذير، بل شنّ هجومًا عنيفًا على إدارة الرئيس بايدن، متهمًا إياها بـ“التردد وفقدان السيطرة على السياسة الخارجية”. وأكد أن سياسات بايدن “دمّرت قوة الردع الأمريكية التي كانت تمنع الخصوم من التجرؤ”، مضيفًا:“في عهدي، كانت الصين تحسب ألف حساب قبل أن تتخذ خطوة واحدة، أما اليوم فهي تحاصر تايوان كما تشاء.”تحليل الخبراء يشير إلى أن هذه التصريحات تحمل أبعادًا انتخابية أيضًا، إذ يسعى ترامب لإظهار نفسه كمدافع عن الهيبة الأمريكية في مواجهة الصين، خاصة في وقت ترتفع فيه التوترات بين القوتين مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية القادمة.
ردّ بكينفي المقابل، ردّت وزارة الخارجية الصينية ببيان مقتضب، وصفت فيه تصريحات ترامب بأنها “مجرد دعاية انتخابية”، مؤكدة أن “تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وأن بكين لن تتسامح مع أي أشكال من التدخل الخارجي”.
وجاء في البيان أن التدريبات الحالية رسالة تحذيرية للقوى التي تسعى إلى تقسيم الصين أو دعم الانفصاليين في تايبيه، مشيرة إلى أن “الجيش الصيني جاهز لحماية سيادة البلاد بكل الوسائل اللازمة”.
الموقف الأمريكي الرسميبينما ظلت إدارة بايدن أكثر حذرًا في لهجتها، عبّر البنتاغون عن “قلقه العميق” من الأنشطة الصينية الجديدة، مؤكدًا أن الجيش الأمريكي يراقب الوضع عن كثب، وأن الأسطول السابع المتمركز في المحيط الهادئ على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تطورات غير متوقعة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن واشنطن “تؤمن بالحل الدبلوماسي، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن أمن حلفائها وشركائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.مخاوف من مواجهة مباشرةخبراء العلاقات الدولية حذّروا من أن الخطأ في الحسابات بين بكين وواشنطن قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وهي الاحتمالية التي تثير قلق المجتمع الدولي منذ سنوات.
الدكتور “مايكل أندرسون” من مركز الدراسات الإستراتيجية في لندن قال إن “تكرار المناورات الصينية بهذا الحجم وفي هذا التوقيت يوحي بأن بكين تختبر ردود الفعل أكثر مما تستعرض القوة فقط”، مضيفًا أن “تحذيرات ترامب رغم طابعها السياسي، تعبّر عن قلق أمريكي حقيقي من فقدان ميزان الردع في آسيا.
”أجواء مشتعلة في تايبيهمن جانبها، وصفت رئيسة تايوان تساي إنغ وين الموقف بأنه “الأخطر منذ عقود”، وقالت في خطاب متلفز إن بلادها “لن تذعن لأي تهديد ولن تتراجع عن حقها في الدفاع عن سيادتها”.
كما أشادت بالدعم الأمريكي “الحيوي” مؤكدة أن تدريب الجيش متواصل لصدّ أي هجوم محتمل.
ورصدت وسائل إعلام محلية حالة من التعبئة العامة المحدودة في بعض المناطق القريبة من الساحل الغربي، تزامنًا مع حركة عسكرية مكثفة في القواعد الجوية والبحرية التايوانية.
الخلاصة: بين التحذير والسياسة
تحذيرات ترامب الأخيرة لم تكن مجرد تصريحات إعلامية، بل تندرج ضمن صراع النفوذ الأمريكي–الصيني المتصاعد، حيث يسعى كل طرف لإثبات قدرته على فرض ميزان جديد للقوة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.ومع استمرار الصين في تدريباتها، وارتفاع لهجة التحذير الأمريكية، يبدو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من “الاختبار السياسي والعسكري”، قد تحدد مستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين، وربما تفتح الباب أمام حقبة جديدة من المواجهة الباردة.










