غينيا الاستوائية تسقط مرة ثالثة.. من يحاسب اتحادها على تصدير أوهام المنافسة إلى الجماهير؟
المنتخب الجزائري حسم قمة ختام دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية بالمغرب بفوز قوي على غينيا الاستوائية بنتيجة 3–1، ليؤكد صدارته للمجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة ويبعث رسالة مباشرة لباقي المنافسين قبل انطلاق الأدوار الإقصائية.
في المقابل اكتفت غينيا الاستوائية بهدف شرفي وغادرت البطولة رسميًا بعد ثلاث هزائم متتالية، لتتحول المواجهة إلى مرآة فارقة بين مشروع قاري مكتمل وآخر يبحث عن إعادة البناء من جديد.
سيناريو المباراة والنتيجة
جرت مباراة الجزائر وغينيا الاستوائية مساء الأربعاء 31 ديسمبر على ملعب مولاي الحسن في الرباط، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات بالمجموعة الخامسة في كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب.
دخل المنتخب الجزائري اللقاء وهو قد ضمن التأهل في الصدارة بعد فوزين على السودان بثلاثية نظيفة وعلى بوركينا فاسو بهدف دون رد، ما منح الجهاز الفني هامشًا أكبر للمناورة في التشكيل.
ورغم الحديث المسبق عن «مباراة شكلية»، رفض محاربو الصحراء التعامل مع المواجهة كتحصيل حاصل، فاندفعوا هجوميًا منذ البداية ونجحوا في إنهاء الشوط الأول بثلاثة أهداف كاملة مقابل لا شيء، ليحسموا عمليًا النقاط الثلاث قبل الاستراحة.
في الشوط الثاني تراجع الإيقاع نسبيًا مع إجراء تغييرات عدة وإراحة بعض العناصر الأساسية، واستغلت غينيا الاستوائية ذلك لتسجيل هدف شرفي يقلص الفارق إلى 3–1 دون أن يهدد فوز الجزائر أو ترتيب المجموعة.
وضع الجزائر الفني والمعنوي
هذا الفوز الثالث تواليًا رفع رصيد الجزائر إلى 9 نقاط كاملة، ليُثبت أن المنتخب قد دخل البطولة في المغرب بوجه مختلف عن نسختي 2021 و2023، مع انضباط تكتيكي أكبر تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش.
سجل المنتخب خلال دور المجموعات سبعة أهداف (ثلاثة في السودان، واحد في بوركينا فاسو، وثلاثة اليوم في غينيا الاستوائية) مقابل هدف وحيد في مرماه، ما يعكس توازنًا واضحًا بين القوة الهجومية والتماسك الدفاعي.
ورغم هذا التفوق العددي والفني، تطرح الجماهير الجزائرية أسئلة نقدية حول مدى قدرة الفريق على الحفاظ على نفس النجاعة أمام منتخبات أكثر تنظيمًا تكتيكيًا في أدوار خروج المغلوب، حيث لا مجال لتعويض الأخطاء.
كما يتجدد النقاش حول الاعتماد الكبير على خبرة النجوم القدامى مقابل إدماج دم جديد من العناصر الشابة التي بدأت تظهر تدريجيًا في مباريات مثل مواجهة غينيا الاستوائية بعد حسم التأهل.
غينيا الاستوائية بين شرف المحاولة وصدمة الخروج
على الجانب الآخر، دخلت غينيا الاستوائية المباراة وهي تدرك أنها خرجت رسميًا من سباق التأهل بعد خسارتين متتاليتين أمام بوركينا فاسو والسودان، لتتذيل المجموعة الخامسة بلا رصيد من النقاط قبل مواجهة الجزائر.
هذه الوضعية انعكست على أداء اللاعبين الذين حاولوا تقديم صورة مشرفة أكثر من بحثهم عن معجزة حسابية معدومة، فظهر الفريق مجتهدًا لكنه عاجز عن مجاراة الإيقاع الجزائري العالي في الشوط الأول.
هدف غينيا الاستوائية في الشوط الثاني منح الجماهير إحساسًا عابرًا بالتعويض، إلا أنه لم يمحِ واقع أن المنتخب سجل عددًا محدودًا من الأهداف في مبارياته الأخيرة واستقبل ضعفها، في دلالة على هشاشة منظومته الدفاعية والافتقار إلى حلول هجومية حقيقية.
هذه الحصيلة تفتح الباب أمام انتقادات واسعة لاتحاد الكرة هناك، خاصة مع تقديم البطولة على أنها فرصة لتكرار مفاجآت سابقة، بينما جاءت النتائج لتؤكد اتساع الفجوة مع منتخبات الصف الأول في القارة.
تداعيات المباراة على مسار البطولة
بحسم الصدارة، يتجه منتخب الجزائر إلى دور الـ16 بثقة عالية، وينتظر منافسًا من بين الفرق التي ستحتل مراكز الوصافة أو أفضل الثوالث وفق نظام البطولة الذي وزع المتصدرين على طريق مواجهات معقد يضم أيضًا المغرب ومصر وتونس.
المباراة منحت بيتكوفيتش فرصة عملية لاختبار بعض البدائل ومنح دقائق ثمينة للاعبين خارج التشكيل الأساسي، وهو عامل قد يكون حاسمًا في إدارة الإرهاق وتراكم المباريات خلال أسبوعين مكثفين من الأدوار الإقصائية.
أما غينيا الاستوائية فأنهت مشوارها في كان المغرب 2025 بخسارة ثالثة، لتكتفي بدور «المنافس المرهق» الذي صعّب الأمور على خصومه في بعض الفترات دون أن يترجم ذلك إلى نقاط، في مجموعة وُصفت مسبقًا بأنها إحدى أكثر المجموعات توازنًا وقوة بوجود الجزائر وبوركينا فاسو والسودان.
بين احتفال جزائري بطعم الطموح الكبير وحسرة غينية استوائية على فرصة ضائعة، أعادت هذه المباراة التذكير بحقيقة واضحة في الكرة الإفريقية: من يملك مشروعًا متكاملاً ومنظومة مستقرة، يفرض كلمته في لحظات الحسم










