من التشبيه الصادم إلى الاعتذار العلني.. قصة 24 ساعة قلبت حياة شادي ريان
في تطور جديد للأزمة التي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، قدم رجل الأعمال المصري شادي ريان، طليق سيدة الأعمال والناشطة دينا طلعت، اعتذارًا رسميًا إلى نساء مصر عن تصريحاته الأخيرة التي شبّه فيها السيدة المطلقة بالسيارة المستعملة، وهي العبارات التي أثارت غضبًا واسعًا واتهاماتٍ له بإهانة المرأة المصرية والتقليل من مكانتها.
شادي ريان، المعروف بحضوره المثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد أدلى بتصريحات خلال بث مباشر قال فيها إن “بعض الرجال يرفضون الزواج من مطلقات لأنهم لا يشترون سيارة مستعملة”، الأمر الذي فُسِّر على أنه تجريح وإهانة مباشرة للنساء المطلقات، ودفع العديد من النشطاء والمشاهير إلى شن حملة انتقادات حادة ضده.
الاعتذار المفاجئفي مقطع جديد نشره عبر صفحته الرسمية مساء أمس، ظهر ريان متأثرًا وهو يقول:“أنا أخطأت في التعبير، وأعتذر لكل سيدة مصرية شعرت بالإساءة.
لم أقصد إهانة أحد، بل كنت أتحدث عن نظرة المجتمع الخاطئة تجاه المطلقة، لكن كلماتي خرجت بطريقة سيئة.”وأضاف: “أمي وأختي وزميلاتي كلهن سيدات محترمات، والمرأة المصرية تستحق التقدير الكامل.”الاعتذار جاء بعد 48 ساعة من موجة غضب عارمة تصدرت منصات “إكس” و”فيسبوك” و”إنستغرام”، حيث أطلق مستخدمون حملات تحت وسوم مثل #اعتذرياشاديريان و#كرامةالمرأةخطأحمر، مطالبين بمحاسبته اجتماعيًا وعدم التهاون مع الإساءة للمرأة.
الهجوم الإلكتروني والردود النسوية
الناشطات النسويات لم يمررن الحادثة مرور الكرام، إذ كتبت المحامية “نهاد أبو القمصان” منشورًا حادًا قالت فيه إن “من يستخدم تشبيهات تقلل من شأن النساء يجب أن يعيد التفكير في معنى الرجولة والاحترام.
”كما علقت إحدى الإعلاميات البارزات قائلة: “الاعتذار خطوة، لكن عليه أن يراجع فكره قبل كلماته، لأن ما قيل انطبع في أذهان الناس.
”وبينما رحب بعض المتابعين باعتذاره ورأوا فيه “شجاعة وتحمل مسؤولية”، رفض آخرون تصديقه، معتبرين أنه “جاء تحت ضغط الرأي العام” وليس عن قناعة.
موقف دينا طلعتأما دينا طلعت، طليقته المعروفة بنشاطها في دعم المبادرات النسائية، فقد أبدت استياءها الواضح من تصريحاته السابقة، لكنها في الوقت نفسه دعت إلى “التهدئة واحترام الخصوصيات”.
وكتبت عبر حسابها الشخصي منشورًا مقتضبًا قالت فيه:“كل إنسان معرض للخطأ، لكن الخطأ في حق المرأة لا يُغتفر بسهولة.
أتمنى أن يكون ما حدث درسًا للتفكير قبل الكلام.”وبحسب مصادر مقربة منهما، فإن العلاقة بين ريان وطلعت كانت متوترة منذ انفصالهما قبل عامين، لكن الأزمة الأخيرة أعادت الجدل حول حياتهما الشخصية إلى الواجهة مجددًا.الخسائر الإعلامية والتجاريةخبراء في العلاقات العامة أشاروا إلى أن الأزمة تجاوزت النطاق الاجتماعي لتصل إلى المستوى المهني، إذ فقد ريان عقود إعلانات وإطلالات إعلامية بسبب الهجوم الذي تعرض له.
أحد مسؤولي العلامات التجارية المتعاملة معه قال في تصريح خاص: “صورة رجل الأعمال تمثل الثقة والانضباط، ولا يمكننا تحمل شراكة مع شخص يثير الجدل السلبي بهذا الشكل.”من جانبه، حاول فريق ريان الإعلامي احتواء الموقف عبر نشر سلسلة من المنشورات التي تروج لمشاركته في حملات مجتمعية جديدة “لدعم حقوق المرأة” كخطوة تصحيحية وصورة جديدة تعيد إليه احترام الرأي العام.
تحليل لمشهد الاعتذاريرى مراقبون أن ظاهرة الاعتذارات الإلكترونية أصبحت سمة متكررة في المجتمع المصري والعربي مع ارتفاع تأثير وسائل التواصل على تشكيل الرأي العام. فبينما كانت تصريحات خاصة في الماضي تمر دون صدى، أصبحت اليوم كفيلة بتدمير سمعة أي شخصية عامة خلال ساعات.الخبير الإعلامي “طارق شرف” يوضح أن “اعتذار شادي ريان ليس مجرد تراجع عن تصريح، بل إعلان خسارة أمام ضغط المجتمع الرقمي الذي يمتلك قوة تفوق القنوات التقليدية.
”ويضيف أن “القضية أعادت النقاش حول صورة المرأة المطلقة في الثقافة العربية، وكيف يُستخدم الإعلام الحديث لتصحيح المفاهيم أو لتكريسها سلبًا.”مستقبل ريان بعد الأزمةرغم محاولته الظهور في دور “النادم”، يتوقع بعض المراقبين أن يواجه شادي ريان صعوبات في استعادة مكانته الإعلامية خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع استمرار التفاعل الغاضب وتعليقات تطالبه بالانسحاب من المشهد العام فترة مؤقتة.
لكن آخرين يرون أن “المجتمع سريع النسيان”، وأنه قد يجد فرصة للعودة عبر مبادرات مجتمعية جادة تدعم قضايا النساء والشباب.
في النهاية، يظل اعتذار شادي ريان خطوة مؤقتة في أزمة مستمرة تكشف حساسية الخطاب العام تجاه قضايا المرأة المصرية، وتؤكد أن الكلمات التي تُقال على الهواء أو في البث المباشر أصبحت أخطر من أي موقف سياسي أو اقتصادي.وبينما يستمر الجدل على صفحات التواصل بين مؤيد ومهاجم، يبقى السؤال المطروح:
هل كان اعتذاره كافيًا لمحو الإساءة؟ أم أن ثقافة الاحترام الحقيقي للمرأة تحتاج إلى ما هو أعمق من مجرد اعتذار عابر أمام الكاميرا؟










