غضب المصريين بعد إبطاء المترو.. مصادر تكشف السبب الحقيقي وراء قرار النقل
في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا بين المواطنين صباح اليوم، أعلنت وزارة النقل المصرية عن قرار عاجل بإبطاء حركة القطارات بالخط الأول لمترو الأنفاق “حلوان – المرج”، وذلك في إطار خطة فنية وصيانة طارئة تهدف – بحسب بيان الوزارة – إلى ضمان أعلى مستويات الأمان للركاب والحفاظ على سلامة البنية التحتية للمرفق الحيوي الأقدم في شبكة المترو المصرية.القرار الذي وصفه البعض بـ “المفاجئ” دخل حيّز التنفيذ فور صدور التعليمات، وشهدت محطات الخط الأول منذ الساعات الأولى من صباح اليوم تكدسًا ملحوظًا للركاب، خاصة في المحطات المركزية مثل أنور السادات، الشهداء، والمرج الجديدة.
أسباب القرار
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن عملية الإبطاء تأتي بعد مراجعة هندسية شاملة للبنية التحتية للخط الأول، والتي كشفت عن احتياج بعض المقاطع إلى إصلاحات عاجلة في القضبان ونظم الإشارات، فضلًا عن إجراءات صيانة للقطارات القديمة التي ما زالت تعمل منذ الثمانينيات.
وأشار مصدر مسؤول داخل الهيئة القومية للأنفاق – رفض ذكر اسمه – إلى أن القرار جاء بناءً على توصية مباشرة من لجنة السلامة عقب رصد ارتفاع درجات الاحتكاك في بعض المسارات وتآكل أجزاء من القضبان، مؤكدًا أن الوزارة فضّلت اتخاذ خطوة الإبطاء المؤقت “بدلًا من المخاطرة بسرعة القطارات على حساب الأمان”.
المصدر ذاته أضاف أن السرعة القصوى للقطارات قد تم تخفيضها من 80 كيلومترًا في الساعة إلى ما يتراوح بين 40 و50 كيلومترًا فقط في بعض المقاطع، بما يضمن سلامة التشغيل حتى انتهاء أعمال الصيانة.
ردود فعل الركابفي المقابل، عبّر عدد من الركاب عن استيائهم من القرار المفاجئ، مؤكدين أن حركة القطارات أصبحت أبطأ من المعتاد، مما تسبب في تأخيرهم عن أعمالهم ومواعيدهم، بينما شهدت العربات ازدحامًا خانقًا في ساعات الذروة بسبب تراكم القطارات وتأخر فترات التقاطر.تقول “نهى محمود”، وهي موظفة تسافر يوميًا من المعادي إلى المنشية، إن “الرحلة التي كانت تستغرق 25 دقيقة الآن تجاوزت 40 دقيقة، والأسوأ هو الزحام غير المحتمل.
”من جانبه، أوضح “أحمد عبدالمجيد”، طالب بجامعة عين شمس، أن “القرار مفهوم من ناحية الأمان، لكن المفروض أن يتم الإعلان عنه قبل التنفيذ بيوم واحد على الأقل حتى يستعد الناس.”
موقف الوزارة
وزارة النقل بدورها أكدت أنها تتفهم الغضب الشعبي، لكنها شددت على أن “السلامة أولًا”، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على مدار الساعة لاستبدال القطع التالفة وتطوير منظومة الإشارات والتحكم المركزي بالخط الأول، ضمن الخطة الشاملة لتحديث المترو بتمويل حكومي ودعم من شركاء دوليين.
وأكد البيان أن المرحلة الحالية من التطوير تستهدف الانتهاء من إصلاح نحو 30 كيلومترًا من السكك بين محطتي حلوان وحدائق حلوان قبل نهاية الربع الأول من العام القادم، تليها أعمال تجديد في المسار الشمالي حتى المرج الجديدة.
خطط بديلة لتيسير حركة الركاب
ولتخفيف الضغط على الخط الأول خلال فترة الإبطاء، أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو عن زيادة عدد الأتوبيسات العامة في المسارات الموازية، وخاصة بين محطات المرج الجديدة وحدائق الزيتون، كما تم تنسيق مواعيد القطارات مع الخط الثاني والثالث لتقليل زمن الانتظار في المحطات المحورية.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس الوزارة إطلاق خطوط نقل مؤقتة مجانية أو منخفضة التكلفة في مناطق الزحام لتخفيف أثر القرار على المواطنين.
انتقادات وسجال في الشارع
القرار فجّر حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أنه “دليل على تهالك المرافق القديمة” وعدم كفاية الصيانة السابقة، فيما اعتبر آخرون أن خطوة الإبطاء تعكس شفافية الوزارة واستجابتها السريعة للإنذارات الفنية.
ما بين التأييد والرفض، يبقى الخط الأول – الذي يخدم أكثر من مليوني راكب يوميًا – شريانًا رئيسيًا لا يمكن الاستغناء عنه، ويأمل المواطنون أن تسرع الوزارة في إنجاز أعمال الصيانة لتعود الحركة إلى طبيعتها قريبًا.وفي ختام بيانها، ناشدت وزارة النقل الركاب ضرورة التعاون مع الفرق الميدانية واحترام تعليمات الأمن والسلامة، مؤكدة أن “ما يجري اليوم من إجراءات وقائية هو استثمار في أمان المستقبل وليس مجرد تباطؤ في السرعة.
