أعلنت قوات تأسيس السيطرة على مناطق استراتيجية بين الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان، وسط هجمات بالطائرات المسيرة، وسيطرة الحركة الشعبية على مواقع عسكرية أخرى، مع نزوح آلاف المدنيين من كردفان ودارفور نتيجة تصاعد العمليات العسكرية.
الخرطوم –31 ديسمبر 2025
أعلنت قوات تحالف تأسيس سيطرتها الكاملة على التقاطع الاستراتيجي بين الدلنج وكادوقلي في جنوب كردفان، مع الاستيلاء على عدد من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر، في خطوة وصفتها بأنها مهمة لتأمين الخطوط الأمامية وتحقيق أهداف استراتيجية في الإقليم.
وفي الوقت ذاته، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو سيطرتها على عدة مواقع عسكرية مهمة تشمل التقاطع، ومحطة البلف، ومنطقة حجر دليبة، مؤكدة أن السيطرة على مدينتي كادقلي والدلنج باتت وشيكة. ودعت الحركة القوات المسلحة إلى تسليم المدينتين دون قتال لتجنب إراقة الدماء وحماية البنية التحتية، كما ناشدت المواطنين الابتعاد عن مواقع التوتر العسكري لتفادي المخاطر.
ونفت الحركة الشعبية ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن فرض رسوم على الفارين من المدينتين أو مصادرة ممتلكاتهم، واعتبرت هذه الادعاءات حملة إعلامية منظمة لتشويه سمعتها، مؤكدة أن نزوح السكان جاء استجابة لنداءات الجيش الشعبي، وليس نتيجة أي ممارسات غير قانونية داخل مناطق سيطرتها.
الهجمات بالطائرات المسيرة وسقوط قتلى وجرحى
أفادت مصادر محلية في الدلنج أن الهجوم بطائرات مسيرة تجدد صباح اليوم، مستهدفًا معسكر الجيش شمال جامعة الدلنج، إضافة إلى عربة كانت تقل جرحى، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى دون تحديد أعدادهم.
وتشهد ولايتي شمال وجنوب كردفان تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، في محاولة للسيطرة على كامل الإقليم، مع هجمات مكثفة على محاور أمبرو، كرنوي، والطينة. وفي إطار التوسع العسكري، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة سيطرتها على منطقة كرنوي بشمال دارفور، بعد أن بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها الأسبوع الماضي على مناطق أمبرو وكرنوي.
النزوح البشري نتيجة العمليات العسكرية
أعلنت منظمة الهجرة الدولية استمرار موجات النزوح نتيجة التصعيد العسكري في كردفان ودارفور، موضحة أن:
- ٤٩٥ شخصا نزحوا من الدلنج منذ يوم السبت الماضي.
- ٣٧٥ شخصًا نزحوا من كادوقلي بين 27 و29 ديسمبر 2025.
- ١٥٠٠-٢٥٠٠ شخص نزحوا من منطقة الكويك بالريف الشرقي إلى محليات الريف الشرقي وكادوقلي وهبيلة
- ١٠٢٠ شخصًا نزحوا من قرى محلية جبرة الشيخ شمال كردفان ووصلوا إلى أمدرمان.
توجه النازحون إلى مناطق آمنة مثل أبوكرشولا في جنوب كردفان، ومحلية الرهد شمال كردفان، ومواقع متفرقة في ولاية النيل الأبيض، وسط جهود إنسانية لتوفير المأوى والغذاء والخدمات الأساسية.
التحليل والاستنتاجات
تشير التطورات في جنوب وشمال كردفان ودارفور إلى:
- تصاعد العمليات العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة، ما يعكس رغبة الحركات المسلحة في السيطرة على المناطق الحيوية.
- نزوح واسع للسكان المدنيين، مما يشكل تحديًا إنسانيًا كبيرًا يتطلب تدخل المنظمات المحلية والدولية.
- تأثير النزاعات على البنية التحتية والمدن الكبرى، ما يجعل دعوات تسليم المدن دون قتال ضرورية لحماية المدنيين والممتلكات.
ورغم سيطرة قوات تأسيس على مناطق استراتيجية، فإن النزاع مستمر، مع احتمال توسيع العمليات العسكرية باتجاه محاور إضافية في جنوب كردفان ودارفور، مما يزيد الحاجة إلى مراقبة الوضع عن كثب وتوفير الدعم الإنساني للمتضررين.










