لازالت مسلسل معاوية بن أبي سفيان الذي سيعرض في شهر رمضان يثير الأزمات بين السنة والشيعة في المنقطة، ودافع الاكاديمي السعودي تركي الحمد، المسلسل، مشددا على أن معاوية بن أبي سفيان يبقى علامة بارزة في تاريخ السياسة العالمية، وسط اعتراض وغضب من زعماء شيعة أبرزها #مقتدى_الصدر زعيم التيار الصدري في #العراق.
وقال تركي الحمد في سلسلة تغريدات على “تويتر” :”منذ خروج عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة، على يد علي بن أبي طالب، خرجت جزيرة العرب من المشهد الدولي،اللهم إلا بعض الدويلات والإمارات والمشيخات الداخلية التي كان اثرها طفيفا،حتى غرست بذرة الدولة الحقيقية عام 1727 في الدرعية،على يد الأمير محمد بن سعود،فكان هذا الكيان الكبير..
“مخالف لسياسات السعودية”.. الصدر يدعو إلى عدم عرض مسلسل تاريخي
وأضاف تركي الحمد :” أرجو أن يكون مسلسل “معاوية بن أبي سفيان”،الذي سيعرض في شهر رمضان القادم،وبتكاليف باهضة،أقول:أرجو أن يكون هذا المسلسل رائعا وشاملا،فيما لو روعيت فيه الموضوعية، وعدم المبالغة في المدح أو القدح،لشخصية من أبرز شخصيات تاريخ العرب والمسلمين، اتفقت معها فبجلتها،أو اختلفت معهافلعنتها، ففي كل الأحوال يبقى الرجل علامة بارزة في تاريخنا،بل وفي تاريخ السياسة العالمية”.
ولكن هناك فئات وجماعات، ومن منطلقات ايديولوجية تسقط مفاهيم الحاضر على الماضي، والماضي على الحاضر، أو طائفية تنقل حزازاتها التاريخية من جيل إلى جيل، ترى أن مثل هذا المسلسل،يوقظ الفتنة ويؤجج الصراع الطائفي طالما أنه لا يتوافق مع منطلقاتهم ومعتقداتهم، وفقا لتركي الحمد.
ويبقى السؤال في النهاية:ماذا ينقمون على معاوية بن أبي سفيان؟ هل ينقمون عليه أنه نافس من هو “أشرف” منه نسبا واتقى،على السلطة السياسية و”الإمامة الكبرى” في دولة الخلافة، ونقصد علي بن أبي طالب، وأنه استخدم “ألاعيب سياسية” للوصول إلى مراده، مثل رفع قميص عثمان بن عفان الملطخ بالدماء، وأصابع نائلة زوجته المبتورة، طلبا للقصاص له ظاهرا، أو حركة رفع المصاحف على أسنة الرماح في صفين، أو مسرحية التحكيم وغيرها، بحسب رؤية ” تركي الحمد”.
حصري : تركي آل الشيخ يحرض الفنانين المصريين ضد النظام .. ما القصة ؟
ويضيف الأكاديمي السعودي “ليكن كل ذلك، ولكن أليست السياسة كلها وممارستها ألاعيب وخدع، والحرب خدعة،ومناورات وكر وفر، واستخدام للأوراق المتاحة للعب من أجل الوصول للهدف؟ وقد كان معاوية، أحد دهاة العرب المشهورين، لاعبا سياسيا بامتياز،فيما كان علي بن أبي طالب تقيا وورعا لا شك، ولديه كل عناصر القوة وأوراقها التي تفضله على معاوية، ولكنه لم يكن لاعبا سياسيا على الإطلاق، في وقت وظروف كانت اللعبة السياسية تتطلب نهجا على النقيض من نهج علي، ولذلك نجح معاوية السياسي الداهية، واخفق علي التقي الورع،فالسياسة لا تمارس بأيد تلبس القفاز، وكانت الخاتمة إمبراطورية مترامية الأطراف، أموية عربية الملامح والجذور،وما كان لذلك أن يتحقق في عهد علي المليء بالفتن والصراعات والتصدعات والانشقاقات الداخلية.
السعودية تفرج عن دفعة جديدة من “معتقلي حماس”
وتابع تركي الحمدي قائلا ” فلم يكن معاوية هو المعارض الأوحد لعلي،تحت مختلف المبررات والدعوات،بل كان هنالك الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيدالله،وعائشة بنت أبي بكر،والخوارج وغيرهم،فلم يكن هنالك “إجماع” على خلافة علي كما يتصور البعض أو يصورونه، فعامل القوة الرئيس في خلافة علي هو “ثوار الأمصار” في المدينة وليس “النخبة القرشية”، كما كان الحال الراشدين.
ولكن يبقى من أهم “المأخذ” أنه حول الخلافة من راشدة إلى “ملك عضوض”،وجعلها وراثية بعد أن كانت شورية،ولا أقول ديموقراطية، ولكن تلك قصة أخرى، وفقا لـ تركي الحمد.
بدر الساري // السامسونج .. و إهانة مصر أمام السعودية
ويضيف تركي الحمد “الحقيقة التاريخية، وظروف الزمان والمكان، تؤكد أن الأمور ستؤول إلى التوريث في النهاية، بعيدا عن الأماني والتطلعات المثالية التي ما كانت ستصمد طويلا، سواء مع علي وذريته من “الأئمة المعصومين”، أو مع عبدالله بن الزبير، أو مع معاوية بن أبي سفيان، أو أي أحد اخر استأثر بالسلطة في نهاية المطاف، فالمثاليات لا تصمد طويلا أمام متغيرات الواقع التاريخي والاجتماعي كما كان الحال في الدولة الرومانية مثلا “.
وتابع قائلا” الدولة الرومانية مثلا، في انقلابها من الجمهورية إلى الإمبراطورية أيام يوليوس قيصر. ثم أن التوريث،مهما كان مستهله،هو ضمانة في تلك الظروف،ظروف الفتن والصراعات،وادعاء كل أحد بحقه في السلطة، للاستقرار وبناء الدول،وما كان معاوية إلا أداة “لمكر التاريخ”،في تحقيق غاياته الكامنة غيرالمرئية، اذا استخدمنا تحليل هيجل للتاريخ ومنطقه..هكذا هو فهمي لعصر معاوية وتحولاته”.
ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قناة “أم.بي.سي” السعودية لعدم بث مسلسل تاريخي، تعتزم القناة عرضه خلال شهر رمضان.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر إن عرض المسلسل “مخالف للسياسات الجديدة المعتدلة التي انتهجتها المملكة العربية السعودية الشقيقة”.
واعتبر الصدر إن عرض المسلسل يمثل إساءة لمشاعر مجموعة من المسلمين، وقال: “لا داعي لجرح مشاعر إخوتكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وإني لكم من الناصحين”.
قيادي حوثي يتهم السعودية باغتيال رئيس يمني
يتناول مسلسل “معاوية”، الذي تنتجه “أم.بي.سي”، ويجري تصويره في تونس، قصة حياة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان. ويعتبر، وفقا لتقارير إعلامية، من أضخم الأعمال في تاريخ الدراما العربية، وتقترب ميزانيته من 75 مليون دولار. وهو من تأليف الكاتب الصحفي، خالد صلاح، في أول تجاربه في الكتابة الدرامية، وإخراج طارق العريان الذي يخوض من خلال هذا المسلسل أول تجاربه في إخراج الدراما التلفزيونية