أصدرت وزارة الخارجية الهندية بيانًا شديد اللهجة ضد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن معاملة المسلمين في الهند، ووصفتها بأنها “غير مقبولة ومضللة”.
في تصريحات أطلقها خلال اجتماع مع رجال الدين السنة، دعا خامنئي إلى الوحدة بين “الأمة الإسلامية” وأشار إلى معاناة المسلمين في غزة وميانمار والهند. وقد أثارت هذه التصريحات استياء شديدًا في نيودلهي، التي ردت بشدة على ما وصفته بالمعلومات “الكاذبة وغير المقبولة”.
في بيانها الصادر يوم الاثنين، 26 سبتمبر/أيلول، أعربت وزارة الخارجية الهندية عن أسفها الشديد للتعليقات التي أدلى بها خامنئي، ووصفتها بأنها “تستند إلى معلومات خاطئة”. وأضاف البيان: “ننصح الدول التي تعلق على وضع الأقليات بأن تنظر إلى سجلاتها الخاصة في حقوق الإنسان قبل تقديم أي تصريحات حول الآخرين”.
واستعرض المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية موقف بلاده، حيث قال: “ندعو إيران والدول الأخرى التي تنتقد أوضاع الأقليات في الهند إلى مراجعة سجلاتها الخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان قبل إصدار الأحكام على دول أخرى.”
الهند وإيران تجمعهما علاقات قوية، حيث وقعت الدولتان عقدًا مدته 10 سنوات في مايو/أيار لتطوير وتشغيل ميناء تشابهار الإيراني. يهدف هذا الميناء إلى تسهيل نقل البضائع من الهند إلى إيران وأفغانستان ودول آسيا الوسطى، متجاوزًا موانئ باكستان المنافسة مثل كراتشي وجوادر.
وخلال اللقاء مع مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية، أكد خامنئي على أهمية العلاقة الجيدة بين البلدين، ولكنه شدد على ضرورة أن تأخذ الحكومة الهندية في اعتبارها “توقعات إيران” بشأن حقوق الأقليات.
تجدر الإشارة إلى أن خامنئي قد سبق له انتقاد الهند في قضايا تتعلق بالمسلمين الهنود ومنطقة كشمير المضطربة ذات الأغلبية المسلمة، مما يعكس التوترات المتكررة بين الجانبين بشأن قضايا حقوق الإنسان.
خلفية عن العلاقة بين الهند وإيران
الهند تسعى من خلال تطوير ميناء تشابهار إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع إيران وأفغانستان ودول آسيا الوسطى، كبديل لموانئ باكستانية. وقد ساهم هذا التعاون في تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين على الرغم من التوترات السياسية التي تنشأ من حين لآخر.
تسلط هذه التصريحات والردود عليها الضوء على التوترات المستمرة بين الهند وإيران، وتؤكد على أهمية التحقق من المعلومات قبل إصدار التصريحات التي قد تؤثر على العلاقات بين الدول.