رجح عميل الاستخبارات الأميركية السابق، إدوارد سنودن، أن يكون سبب انفجار أجهزة الاتصالات التي يستخدمها “حزب الله” ناتجاً عن زرع متفجرات داخل هذه الأجهزة، وليس عملية قرصنة إلكترونية.
جاء هذا التصريح بعد سلسلة من الإصابات الخطيرة الناجمة عن الانفجارات، حيث أشار سنودن إلى أنه لو كان السبب يتعلق ببطاريات محترقة، لكانت النتائج أقل خطورة، ولشهدت حرائق صغيرة بدلاً من الانفجارات العنيفة.
اعتبر سنودن أن ما قامت به إسرائيل، بغض النظر عن الطريقة المستخدمة، هو عمل متهور، إذ إن التفجيرات استهدفت عدداً غير محدد من الأفراد، بينهم من كان يقود سيارات، مما أدى إلى فقدان السيطرة على المركبات، وآخرون كانوا في أماكن عامة مثل المتاجر والأسواق، ما شكل خطراً كبيراً على المدنيين.
وذهب سنودن إلى وصف هذا الهجوم بأنه “لا يمكن تمييزه عن الإرهاب”، نظراً لآثاره العشوائية والقاتلة.
في المقابل، حمّل “حزب الله” في بيان رسمي، مساء الثلاثاء، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصال محمولة من نوع “بيجر”، والتي تسببت في وقوع إصابات وشهداء بين من كانوا يحملونها. ووصف الحزب هذا الهجوم بأنه “عدوان آثم”، متوعداً إسرائيل بـ”قصاص عادل” رداً على هذا الاعتداء.
يُذكر أن “البيجر” هو جهاز اتصال إلكتروني لا سلكي، يُستخدم للتواصل داخل المؤسسات أو المجموعات، ويعمل ببطاريات قابلة للشحن ويستقبل رسائل مكتوبة، بالإضافة إلى اتصالات وإشارات صوتية وضوئية.
ورغم أنه يستخدم في العديد من الأغراض المدنية والعسكرية، فإن الهجوم على هذه الأجهزة أظهر تطوراً خطيراً في استخدام التكنولوجيا كسلاح في النزاعات.
وفي سياق متصل، أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب علي عمار، عن استشهاد نجله مهدي عمار إثر انفجار أحد أجهزة البيجر. وأكد عمار في تصريحاته أن نجله كرّس حياته في سبيل هذا الخط المقاوم، وأن ما حصل هو “عدوان إسرائيلي واضح”، متوعداً بالتعامل مع هذا الاعتداء “باللغة التي يفهمها العدو”.
في الختام، يظهر هذا الحادث تصعيداً خطيراً في العمليات الإسرائيلية ضد “حزب الله”، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات في الفترة المقبلة، خاصة بعد تهديدات الحزب بالرد.