علن حزب الله يوم الجمعة عن قصفه لمقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي يُعَد المسؤول عن عمليات الاغتيالات، وذلك في أول عملية يتبناها الحزب بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. يأتي هذا التصعيد في إطار سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الجانبين، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.
في وقتٍ سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن هجومه في الضاحية الجنوبية، وذلك بعد ساعات من اتخاذه قرارًا بفرض قيود جديدة على مناطق واسعة في الجليل والجولان السوري المحتل. يأتي هذا القرار في ظل تقييم الوضع الأمني المتدهور بعد الهجمات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي على الجنوب اللبناني.
أفادت التقارير بأن حزب الله استهدف عددًا من المواقع الإسرائيلية، بما في ذلك بلدات مثل صفد، حيث أطلق حوالي 150 قذيفة صاروخية نحو الجليل والجولان.
وأوضح حزب الله في بيان له أن مقاتليه استهدفوا “مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الاغتيالات” كخطوة رد على ما وصفه بـ “اعتداءات العدو الإسرائيلي” على القرى والمنازل في الجنوب اللبناني.
من جانبها، أفادت التقارير الإسرائيلية بأن الضربة التي استهدفت الضاحية الجنوبية كانت تستهدف “مسؤول العمليات الخاصة” في حزب الله، إبراهيم عقيل. كما زعمت إسرائيل أنها دمرت 100 منصة صواريخ للحزب في سلسلة غارات جوية مكثفة على عدة بلدات في الجنوب.
وفي سياق متصل، شهدت المناطق الجنوبية في لبنان موجات متزايدة من الغارات الجوية الإسرائيلية، حيث ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن عدد الغارات التي نفذها الطيران الإسرائيلي منذ مساء الخميس تجاوز 52 غارة، مستهدفة مناطق حرجية وأطراف بلدتَي المحمودية والعيشية.
يبدو أن هذه التطورات تشير إلى تصعيد خطير في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، مما يثير مخاوف كبيرة من تداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.