في واقعة هزت الوسط الديني في مصر، أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس الشيخ صلاح الدين التيجاني، أحد أبرز الشخصيات الصوفية، على ذمة التحقيق في اتهامات خطيرة بالتحرش الجنسي. هذا القرار يأتي بعد أيام من القبض عليه وإثارة جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت مصادر مطلعة أن قوات الأمن ألقت القبض على التيجاني داخل زاويته بمنطقة إمبابة، وعثرت خلال عملية التفتيش على أدلة قوية تدعم اتهامات الضحية، والتي تشمل رسائل نصية وصور فاضحة. كما تم ضبط كاميرات مراقبة داخل الزاوية، حيث من المتوقع أن تساهم لقطاتها في كشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية.
أعلنت مؤسسة “قضايا المرأة المصرية” تلقيها ثلاث شكاوى خطيرة من ناجيات تعرضن للتحرش الإلكتروني الجنسي من قبل شيخ من الطريقة التيجانية، لم تكشف المؤسسة عن اسمه سوى بالأحرف الأولى (ص. م. ت)، والتي تتطابق مع الأحرف الأولى من اسم الشيخ المتهم في القضية التي أثارتها الشابة “خديجة”.
تهديدات مستمرة وتدخل قانوني
وأوضحت المؤسسة أن الشاكيات الثلاث حضرن طلباً للدعم القانوني والحماية من التهديدات المتكررة التي يتعرضن لها من قبل الشيخ وأتباعه، مؤكدة عزمها على تقديم كل الدعم القانوني اللازم لهن، ولن تتهاون في ملاحقة كل من يحاول تهديدهن أو الانتقام منهن.
قضية “خديجة” تطلق شرارة الكشف
يأتي هذا التطور الخطير بعد أيام قليلة من اتهام الشابة “خديجة” لنفس الشيخ بإرسال رسائل تحرش جنسي لها، بما في ذلك صورة إباحية تعود إلى عام 2016، وهو ما أثار موجة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع بالعديد من الضحايا المحتملات إلى الخروج وتقديم شهاداتهن.
بيان الداخلية
أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً رسمياً، أكدت فيه تلقيها بلاغاً من السيدة المذكورة، والذي تضمن تفاصيل صادمة حول تعرضها للتحرش من قبل الشيخ الذي يدعي انتماءه للطريقة التيجانية الصوفية.
ولكن المفاجأة كانت في قيام الشيخ بتقديم بلاغ مضاد للأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، اتهم فيه السيدة ووالدها بالتشهير والإساءة لسمعته.
وكشفت التحقيقات الأولية أن الشيخ المتهم ليس على صلة بالطريقة التيجانية، بل إنه سبق فصله منها، وهو ما يثير تساؤلات حول حقيقة انتمائه الديني ودوافعه من وراء هذه الاتهامات المتبادلة.
أكدت وزارة الداخلية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الطرفين، وعرضهما على النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الواقعة.4
اختراق القناة الرسمية.. دليل على الذعر؟
وفي تطور آخر مثير للانتباه، تعرضت القناة الرسمية للشيخ المتهم للاختراق، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً على حالة الذعر التي يعيشها، في ظل تصاعد الضغوط عليه وتكشف المزيد من التفاصيل حول جرائمه المزعومة.
وأثار خبر القبض على التيجاني موجة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء بمحاسبة كل من يتجاوز على المرأة، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو الدينية.