بعد إعلان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن اعتقال إسرائيلي جندته المخابرات الإيرانية للقيام بمهام أمنية وجمع معلومات، عادت إلى الواجهة مجدداً قضية سعي طهران لتجنيد عملاء وجواسيس داخل الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بأن طهران نجحت، خلال الحرب على قطاع غزة، في تجنيد رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان (72 عاماً) من بلدة عسقلان، للتعاون مع الحرس الثوري الإيراني وأجهزة المخابرات التابعة له.
وهذا التطور يعكس جهود المخابرات الإيرانية المستمرة لاختراق المجتمع الإسرائيلي وتجنيد أفراد محتملين لتنفيذ عمليات استخباراتية.
ولا يعتبر ذلك عملا إيرانيا خالصا٬ فحركة حزب الله اللبناني التي تتلقى الدعم الإيراني يتهمها الاحتلال بتكوين وحدة لتجنيد الجواسيس.
تُعد الوحدة 133 التابعة لحزب الله مسؤولة عن تجنيد عناصر داخل الاحتلال الإسرائيلي، بعدما حلت محل الوحدة 1800، التي قادها خليل خاريف بنجاح في تجنيد فلسطينيين لتنفيذ هجمات مسلحة.
وتتولى الوحدة 133 اليوم مهمة أوسع نطاقاً، حيث لا تقتصر عملياتها على “إسرائيل” فقط، بل إنها تمتد إلى جميع أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا.
ووفقا لموقع “واي نت” الإسرائيلي، فإن الوحدة تتعاون مع مهربي مخدرات في لبنان لتهريب المتفجرات إلى “إسرائيل” والضفة الغربية.
ويوضح مسؤولون أمنيون أن هناك اتصالات مباشرة بين عصابات الجريمة الإسرائيلية والوحدة 133، حيث إنها تُغري الإسرائيليين بعروض مالية كبيرة وإمدادات بالأسلحة.
وحذر الشاباك من اتصالات قام بها عملاء إيرانيون مع إسرائيليين عبر ملفات تعريف مزيفة، مشدداً على أن الاستجابة لهذه الأساليب قد تشكل تهديداً كبيراً لأمن “إسرائيل”.
ويعتقد المسؤولون الأمنيون في “إسرائيل” أن الوحدة 133 التابعة لحزب الله كانت خلف محاولة اغتيال وزير الحرب السابق، موشيه يعالون، العام الماضي باستخدام عبوة ناسفة وضعت في مسار الركض الخاص به في حديقة ياركون في “تل أبيب”.
ووفقاً لمركز ألما للأبحاث والتعليم، المتخصص في الشؤون الأمنية على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال، فإن مهمة الوحدة 133 تتمثل في “تعزيز البنية التحتية داخل إسرائيل” عبر تهريب الأسلحة إلى مشغليها، بالتعاون مع جهات خارجة على القانون في لبنان.
ويرجح الباحثون أن خليل خاريف، القائد السابق في الوحدة 1800، لا يزال يلعب دوراً رئيسياً في عمليات الوحدة 133، مستخدماً علاقاته مع مجرمين محليين لتحقيق أهداف حزب الله، ويُعتقد أنه يترأس جهود تدريب المليشيات في كل من العراق واليمن.
وفي حادثة وقعت قبل أشهر، فإن الشاباك اعتقل شاباً إسرائيلياً يبلغ من العمر 21 عاماً، بعدما حصل على أموال مقابل ترك دمية مقطوعة الرأس أمام منزل في وسط “إسرائيل”، بالإضافة إلى تنفيذ مهام أخرى.