الصومال، أكدت مصادر متعددة أن سفينة شحن عسكرية مصرية رست على ساحل الصومال خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تأكيد القاهرة على التزامها بحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
تسليم الشحنة العسكرية
وفقًا للتقارير، قامت السفينة بتسليم شحنة كبيرة من المدفعية الثقيلة والأسلحة المضادة للدبابات، مما يمثل أكبر مساعدة عسكرية للصومال منذ رفع حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في ديسمبر 2023. وكان الصومال خاضعًا لعقوبات الأمم المتحدة لمدة ثلاثة عقود، قبل أن يقدم الرئيس حسن شيخ عرضًا لمجلس الأمن لرفع الحظر في ظل الحرب ضد حركة الشباب.
تعزيز التعاون المصري الصومالي
تسليط الضوء على الشحنة العسكرية يعكس زيادة المشاركة العسكرية لمصر في الصومال وسط المناورات الجيوسياسية الإقليمية. تعمل مصر بشكل وثيق مع الصومال في قضايا الأمن، خاصةً بعد التهديدات من إثيوبيا. وتهدف الشحنة، التي تأتي كجزء من اتفاقية دفاعية حديثة بين البلدين، إلى تعزيز القدرات الدفاعية للصومال، وتعكس استراتيجية مصر الأوسع لتعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي.
التوترات الإقليمية
تختلف مصر مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، حيث تعتبر القاهرة أن المشروع يؤدي إلى التصحر بسبب تقليل تدفق مياه النيل. كما تتصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا بسبب اتفاق أديس أبابا مع أرض الصومال بشأن الوصول إلى البحر، حيث اتهمت الصومال إثيوبيا بخطط ضم الأراضي.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزامه بحماية الصومال، قائلاً: “إن مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو التأثير على أمنها”. وأشار وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور إلى أن اختيار الحلفاء هو قرار مستقل للصومال.
دور مصر في الاستقرار الإقليمي
تأتي هذه التطورات في وقت دعت فيه العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الحوار لضمان الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. ويُتوقع أن يكون الجيش المصري جزءًا من بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM)، والتي ستخلف البعثة الانتقالية للاتحاد الأفريقي في الصومال (ATMIS) بحلول نهاية العام.
تؤكد هذه الأحداث على أهمية التعاون العسكري بين مصر والصومال، وتبرز دور مصر كلاعب رئيسي في استقرار المنطقة وسط التوترات المتزايدة.