لبننان، خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المنعقد ضمن نطاق اجتماعات الجمعية العامة التاسعة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، أنه يجري “اتصالات مكثفة مع العديد من الشركاء” بهدف خفض التوتر في لبنان.
وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا دبلوماسية كبيرة لمنع تصاعد التوتر بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، في ظل التصعيد العسكري الحالي الذي يهدد بزيادة الفوضى في المنطقة.
وقال بلينكن: “نعمل بجهد كبير على نطاق واسع للحد من التوترات في لبنان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقف إطلاق النار هذا سيفيد جميع الأطراف المعنية، وسيساهم في تحقيق الاستقرار.”
التصعيد في لبنان
تأتي تصريحات بلينكن في ظل تصاعد الوضع الأمني في لبنان، حيث يشن الجيش الإسرائيلي منذ يوم الاثنين الماضي هجومًا هو “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” في 8 أكتوبر الماضي، ومنذ “حرب تموز” عام 2006. ووفقًا للبيانات الأخيرة الصادرة عن السلطات اللبنانية، فقد أسفرت الهجمات عن مقتل 583 شخصًا بينهم أطفال ونساء، وإصابة 1930 آخرين، بالإضافة إلى نزوح نحو 390 ألف شخص.
تصعيد عسكري متبادل
في المقابل، تستمر صافرات الإنذار في المناطق الشمالية من إسرائيل، خاصة قرب الحدود مع لبنان، نتيجة إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية ومستعمرات. كما أن القصف المتبادل بين “حزب الله” وفصائل فلسطينية أخرى مع الجيش الإسرائيلي على طول “الخط الأزرق” الحدودي الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم من الجانب اللبناني.
الجهود الدبلوماسية
تحاول الولايات المتحدة عبر دبلوماسيتها المكثفة، بقيادة بلينكن، تخفيف حدة التوتر في المنطقة ومنع انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية شاملة. وتأتي هذه التحركات ضمن إطار جهود دولية تهدف إلى وقف التصعيد واحتواء الأزمة الحالية، خاصة مع تأثيرها السلبي على الأوضاع الإنسانية والأمنية في لبنان والمنطقة ككل.
تشكل الاتصالات التي يجريها بلينكن مع الأطراف المعنية محاولة لإيجاد حلول سلمية، وتأكيدًا على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في السعي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري الذي يهدد بزيادة تعقيد الأوضاع الإنسانية والسياسية.