يشهد السودان في الفترة الحالية تدفقًا كبيرًا لمياه النيل الأزرق مع فيضان النيل الأبيض، نتيجة لفتح بوابات المفيض العلوية في سد النهضة. وفقًا للتقارير، يتدفق نحو السودان ومصر حوالي 400 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، ومن المتوقع أن تنخفض هذه الكمية إلى 300 مليون متر مكعب خلال الأسبوع المقبل.
توقف التوربينات في سد النهضة
توقف تشغيل التوربينات الأربع في سد النهضة الإثيوبي منذ الخامس من سبتمبر الجاري، مما أدى إلى ثبات حجم التخزين في السد عند 60 مليار متر مكعب، وارتفاع مستوى سطح بحيرة السد إلى حوالي 638 مترًا فوق سطح البحر. هذا التوقف أثر بشكل مباشر على تدفق المياه إلى السودان ومصر، حيث زادت كميات المياه المتدفقة بفعل فتح بوابات المفيض العلوية.
تأثيرات فيضان النيل الأبيض
بالتزامن مع تدفق مياه النيل الأزرق، أعلنت السلطات السودانية فتح العديد من بوابات سد الروصيرص، وهو ما ساهم في رفع مستوى النيل في العاصمة الخرطوم. وقد أدى ذلك إلى بدء فيضان النيل الأبيض السنوي في 13 سبتمبر، وهو تأخير ملحوظ مقارنة بالعادة، حيث يفيض النيل الأبيض عادةً في أغسطس من كل عام. يعزى هذا التأخير إلى حجز مياه النيل الأزرق وانخفاض منسوب النيل في الخرطوم منذ بداية يوليو وحتى الأسبوع الثاني من سبتمبر.
استمرار الفيضانات
من المتوقع أن يستمر فيضان النيل الأبيض حتى نهاية أكتوبر المقبل، وربما يمتد إلى نوفمبر في حال استمرار توقف تشغيل التوربينات في سد النهضة. وتبقى السلطات السودانية في حالة تأهب للتعامل مع تداعيات الفيضانات المحتملة، مع مراقبة مستمرة لتدفق المياه ومستويات النيل.
مع استمرار تدفق كميات كبيرة من المياه من سد النهضة، يبقى السودان في مواجهة تحديات الفيضانات الموسمية التي قد تمتد لفترة أطول من المعتاد، مما يستدعي تنسيق الجهود لإدارة الموارد المائية والتقليل من الأضرار التي قد تنجم عن الفيضانات المتزايدة.