شهد الجنوب اللبناني اليوم تصعيدًا خطيرًا، حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن قصف مدفعي عنيف استهدف المناطق القريبة من الحدود اللبنانية. بدأت الهجمات من سهل الخيام، مرورًا بمنطقة الوزاني، ووصولًا إلى مرتفعات كفرشوبا، في ظل تحليق مكثف للطيران التجسسي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.
وأفادت مصادر ميدانية أن القصف استهدف عدة مناطق قريبة من الحدود، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين في القرى الحدودية.
يأتي هذا التصعيد في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل ولبنان، وسط توقعات بزيادة العنف في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات المتبادلة بين الطرفين.
كما أشارت التقارير المحلية إلى أن الطيران التجسسي الإسرائيلي كان يحلق بكثافة منذ الساعات الأولى لهذا اليوم، في إشارة إلى أن القصف قد يكون جزءًا من تصعيد منظم يهدف إلى استهداف مواقع محددة وتعقب التحركات الميدانية في المنطقة.
الجيش الإسرائيلي يحذر سكان الضاحية الجنوبية:
في تصعيد إضافي، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية سكان ثلاثة مبانٍ في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت إلى إخلاء منازلهم فورًا، قائلاً: “عليكم إخلاء المباني فورًا والبقاء على بعد 500 متر منها على الأقل”.
وتزامن هذا التحذير مع إلقاء مقاتلات إسرائيلية بالونات حرارية في أجواء الضاحية الجنوبية ومناطق جنوب لبنان، في خطوة قد تكون تمهيدًا لهجمات إضافية.
عملية برية وشيكة تستهدف حزب الله:
في سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن هناك عملية برية وشيكة ستكون أصغر من عملية عام 2006، وستركز على “تطهير البنية التحتية لحزب الله” على طول الحدود، بهدف إزالة التهديد الذي يمثله الحزب على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
الوضع الميداني والدعوات للتهدئة:
في هذه الأثناء، لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من الجيش اللبناني بشأن التطورات الجارية، مما يثير قلقًا متزايدًا من احتمال اندلاع مواجهات أشد في المستقبل القريب. قوات اليونيفيل، التي تتواجد في المنطقة ضمن مهمتها لحفظ السلام، لم تصدر تعليقًا فوريًا، لكنها تتابع الوضع عن كثب لضمان سلامة المدنيين وللحفاظ على الاستقرار الهش في المنطقة.
السكان المحليون، الذين عانوا في السابق من آثار النزاعات المتكررة، يجدون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة خطر التصعيد العسكري. د.