تستمر التوترات بين إيران وإسرائيل في التصاعد، حيث تشن إسرائيل هجمات متكررة على المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا وتستهدف القوات المدعومة من إيران مثل حزب الله في لبنان. هذه العمليات العسكرية تعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يجعل القضية تهديداً مباشراً لأمن إيران ومصالحها الوطنية.
الدفاع الوقائي: مبررات وإشكالات قانونية
يمكن اعتبار استخدام الدفاع الوقائي من قبل إيران مبرراً قانونياً في سياق التهديدات المحتملة من إسرائيل. ومع ذلك، يتطلب ذلك إثبات وجود تهديد وشيك، وهو ما يمكن أن يكون موضوع جدل. إذا كانت إيران في وضع عسكري متفوق، يجب عليها تقديم أدلة تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي ليس مجرد احتمال بل يقترب بالفعل. تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران قد تُعتبر دليلاً على هذا التهديد.
ومع ذلك، فإن القبول الدولي لفكرة “الهجوم الوشيك” يبقى محل نقاش. فإذا استطاعت إيران إثبات أن إسرائيل تقوم بإعداد قوات لمهاجمتها، فإن ذلك قد يبرر استخدامها للدفاع الوقائي. في السياق ذاته، تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن إسرائيل تعتبر إيران تهديدًا خطيرًا ووشيكًا، مما يدعم المبررات المحتملة للاستخدام الوقائي.
تحديات قانونية
يواجه استخدام الدفاع الوقائي تحديات قانونية كبيرة على المستوى الدولي. التحدي الأول هو إثبات وجود تهديد وشيك، حيث يتطلب الأمر أدلة واضحة على أن الهجوم وشيك، وأن الخيار الوحيد لمنعه هو الهجوم الوقائي. التحدي الثاني هو ضرورة وملاءمة استخدام القوة، حيث يجب أن يكون استخدام القوة متناسباً مع التهديد.
على الرغم من أن الدفاع المشروع معترف به في القانون الدولي، إلا أن الدفاع الوقائي يبقى موضوعاً معقداً قانونياً وعملياً. إذا تعرضت إيران لهجوم من إسرائيل، فقد يكون لها الحق في استخدام الدفاع المشروع، ولكن في ظل ظروف تثبت أن التهديدات من إسرائيل حقيقية ووشيكة. ومع ذلك، فإن تقديم الأدلة المقنعة للمجتمع الدولي سيظل تحدياً رئيسياً، خاصةً في سياق غياب الدعم الدولي لإيران مقارنةً بإسرائيل.