أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن أي خطوات نحو تطبيع العلاقات مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان مشروطة بإجراء تغييرات جوهرية في سلوك الحركة، لاسيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
جاء هذا التصريح في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تبايناً في التعامل مع طالبان، حيث تسعى بعض الدول إلى تعزيز العلاقات مع الحركة، بينما تفرض دول أخرى شروطًا صارمة على أي تطبيع.
وشدد ميلر على أن المجتمع الدولي يتابع عن كثب سلوك طالبان، وأن أي اعتراف دولي بحكمها سيكون مرتبطًا بتحقيق تقدم ملموس في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك احترام حقوق المرأة والفتاة، وتوفير بيئة آمنة لجميع الأفغان.
وأوضح ميلر أن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر طالبان منظمة إرهابية عالمية، وأن أي خطوات نحو تطبيع العلاقات مشروطة بتحسينات ملحوظة في سلوكها المتعلق بحقوق الإنسان. وأكد على وجود “وحدة كبيرة” بين المجتمع الدولي في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن حقوق النساء والفتيات تمثل أولوية رئيسية في سياسة الولايات المتحدة.
على الرغم من أن أمريكا لم تُدرج طالبان في قائمة الجماعات الإرهابية، إلا أنها تعتبر شبكة حقاني، بقيادة سراج الدين حقاني، منظمة إرهابية. يعكس هذا التوجه تعقيد العلاقة مع طالبان وعدم الاعتراف بها كطرف مشروع حتى تلتزم بتحسين حقوق الإنسان.
وشدد ميلر على أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للضغط على طالبان لإلغاء الأحكام التمييزية ضد النساء والفتيات، مؤكداً أن تحسين معاملتها لهؤلاء الفئات يجب أن يشمل عودتهن إلى المدارس وإزالة القيود المفروضة على عمل المرأة.
وفيما يتعلق بتغييرات الهيكل الإداري، أوضح ميلر أنه على الرغم من إزالة منصب الممثل الأمريكي الخاص في أفغانستان، فإن جميع المهام التي كانت تتولاها توماس ويست ستظل قائمة وستديرها القائم بأعمال السفارة الأمريكية.
تناول ميلر أيضًا المخاوف من تنظيم القاعدة، مؤكدًا أن المصالح الأمريكية تركز على منع أفغانستان من أن تصبح منصة انطلاق لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة. وأكد على التزام بلاده بمراقبة أي تهديدات إرهابية تتعلق بأمنها وأمن حلفائها.
تسلط تصريحات ماثيو ميلر الضوء على الموقف الأمريكي الواضح من حركة طالبان، حيث يشدد على أهمية حقوق الإنسان كشرط أساسي للتطبيع. كما يبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع طالبان، في ظل تباين المواقف بين الدول.