في ظل تصاعد الصراع بين قوات فانو/أمهرة وحكومة آبي أحمد، تبرز تساؤلات حول الأبعاد الإقليمية والدولية لهذه النزاعات. تطرقت صحيفة “أديس” الإثيوبية إلى دور مصر في تأجيج هذه الصراعات، معتبرة أن ذلك جزء من استراتيجية أكبر تتعلق بسد النهضة والنزاع على مياه النيل.
السياق التاريخي
تعد قوات فانو، التي تسعى لحماية هوية أمهرة، واحدة من أبرز الفاعلين في النزاع الإثيوبي. تتحدى هذه القوات قوات الدفاع الفيدرالية، مما يعكس تاريخه من المظالم والتهميش. ومع استمرار المناوشات بالقرب من العاصمة أديس أبابا، يتزايد القلق في الحكومة الإثيوبية.
دور مصر
وتقول الصجيفة إن مصلحة مصر في هذا النزاع، حيث تعتبر سد النهضة الإثيوبي تهديدًا لوجودها. لقد كانت ديناميكيات الصراع في الصومال والسودان سببًا في تدخل مصر في الشؤون الإثيوبية على مدار السنوات. في الوقت الحالي، ومع تدهور الأوضاع في إثيوبيا، يمكن لمصر أن تستغل هذه الفوضى لتعزيز موطئ قدمها، بحسب زعم الصحيفة.
دعم فانو
وتزعم الصحيفة أنه قد يكون دعم مصر لقوات فانو عبر وسائل مالية أو دبلوماسية استراتيجية لوقف تركيز إثيوبيا على مفاوضات سد النهضة. ومع ذلك، يترافق هذا الدعم مع مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن يُعتبر تدخلًا في الشؤون الداخلية لإثيوبيا.
تكتيكات فانو
تعتمد قوات فانو على حرب العصابات، مستغلة المعرفة الجغرافية والدعم من بعض فئات الشعب الأمهري. تمثل الهوية الثقافية للأمهريين دافعًا قويًا لتلك القوات، حيث يسعون للدفاع عن تراثهم أمام ما يرونه تجاوزات من الحكومة المركزية.
الأبعاد السياسية
تعد منطقة أمهرة رمزًا للسيادة الإثيوبية، وأي صراع فيها يحمل دلالات أعمق من مجرد النزاع العسكري. تشير الأحداث إلى انقسامات عميقة في الدولة الإثيوبية، مما قد يؤدي إلى ترتيبات سياسية جديدة أو حتى تفتيت الدولة.
إثيوبيا تقف عند مفترق طرق، ويعكس الصراع مع فانو تباينات داخلية معقدة. المستقبل غير مؤكد، سواء كان نحو سلام دائم أو تفكيك الدولة.