اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها الأخير أن الظروف السياسية في الولايات المتحدة تبدو غير مواتية لفوز مرشحة الحزب الديمقراطي، نائبة الرئيس كامالا هاريس، في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. يأتي ذلك في ظل موجة من الغضب العالمي وتراجع ثقة الناخبين في الأحزاب الحاكمة في الدول المتقدمة، مما يؤدي إلى زيادة النزعة نحو التغيير.
وفي تحليلها، أشارت الصحيفة إلى أن الحملة الانتخابية الحالية لم تسير كما توقع الديمقراطيون، رغم أن نتائج يوم الانتخابات ستحدد ما إذا كان هذا التوقع صحيحًا أم لا. ورغم هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات النصفية الماضية، فإن الصحيفة لفتت إلى أنه لم يُستبعد أو يُقصى من المنافسة كما كان متوقعًا بعد الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، أو في ظل القضايا الجنائية المرفوعة ضده.
أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 40% فقط من الناخبين يوافقون على أداء بايدن، وأن 28% يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح. تاريخيًا، لم ينجح أي حزب في الاحتفاظ بالبيت الأبيض في ظل استياء كبير من الناخبين.
وأضافت “نيويورك تايمز” أن الديمقراطيين يواجهون تحديات عميقة، حيث أصبح الجمهوريون متساوين أو متفوقين في نسبة الانتماء الحزبي على مستوى البلاد. ومع ذلك، لا تزال هناك قضايا يمكن أن تدعم الحظوظ الديمقراطية، مثل حقوق الإجهاض والديمقراطية.
تتزايد رغبة الناخبين في التغيير، كما يتضح من خسارة الأحزاب الحاكمة في دول مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا. وقد أظهر الغضب الناتج عن ارتفاع الأسعار وتداعيات جائحة كورونا تأثيرًا سلبيًا على مصداقية الأحزاب الحاكمة.
وبينما يمتلك الديمقراطيون “ورقة رابحة” تتمثل في ترامب وقضايا حقوق الإجهاض، فإن استمرارية الهيمنة الليبرالية على الساحة السياسية الأمريكية قد تكون في طريقها إلى الانحسار، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات.
كما تستعد 10 ولايات لإجراء تعديلات دستورية تتعلق بحق الوصول إلى الإجهاض، مما يعكس أهمية هذا الموضوع في الحملة الانتخابية.
ختامًا، توضح الصحيفة أن النتائج النهائية لهذه الانتخابات ستعكس بشكل كبير الظروف السياسية السائدة، وقد تكون بمثابة مؤشر على مستقبل الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.