في إطار السباق الرئاسي الحامي الوطيس، تكثف كامالا هاريس ودونالد ترامب حملاتهما الانتخابية بسلسلة من الفعاليات والجولات في ولايات رئيسية، خاصة في شمال شرق الولايات المتحدة، وذلك قبل يوم واحد فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتركز الحملات بشكل أساسي على الولايات المعروفة بـ “المنطقة الصدئة”، وهي منطقة شهدت تدهوراً اقتصادياً حاداً منذ الثمانينيات نتيجة لتراجع الصناعات الثقيلة، مما يجعل هذه الولايات أرضاً خصبة للمعركة الانتخابية.
وتخطط كامالا هاريس للقيام بجولات في مدن ألينتاون، بيتسبرغ، وفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، في إشارة إلى الأهمية الكبيرة لهذه الولاية، حيث يأمل الديمقراطيون في استعادة الدعم بها لضمان فرصة قوية للفوز.
في المقابل، يستهل ترامب حملته النهائية في كارولينا الشمالية قبل أن ينتقل إلى ميشيغان وبنسلفانيا، في محاولة لانتزاع الأصوات في ولايات محورية.
تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب حاد بين المرشحين؛ إذ أظهرت نتائج شبكة “إن بي سي” الأخيرة تعادلاً بينهما بنسبة 49%.
وقد بلغ عدد المصوتين في الانتخابات المبكرة حتى الآن أكثر من 78 مليون أمريكي، مما يعكس إقبالاً استثنائياً قد يؤثر على النتائج النهائية.
وفي خطاب ألقته في ولاية ميشيغان يوم الأحد، اتبعت هاريس نهجاً مختلفاً عن خطابها السابق، حيث تبنت نبرة متفائلة مبتعدةً عن مهاجمة ترامب مباشرة، في محاولة لتقديم صورة إيجابية للناخبين.
في المقابل، تعهد ترامب خلال خطاب له في ميشيغان ببذل “أقصى الجهود لإنهاء الحرب في غزة”، مستهدفاً بذلك أصوات العرب والمسلمين. كما أشار في ولاية بنسلفانيا إلى أنه لم يكن عليه مغادرة البيت الأبيض عقب خسارته في 2020، مع نبرة ساخرة أثارت بعض الجدل.
وحاول فريق حملة ترامب توضيح تصريحات مرشحهم حول الصحفيين، مشيراً إلى أنها لا تتعلق بوسائل الإعلام بحد ذاتها، بل كانت رداً على ما وصفوه بـ”الخطاب الاستفزازي” من الديمقراطيين.
كما أبدى ترامب تأييداً لإعطاء روبرت إف كينيدي جونيور، المعروف بمعارضته لبعض اللقاحات، دوراً في السياسة الصحية، مشيراً إلى إمكانية إزالة الفلورايد من مياه الشرب.
من جانب آخر، تجنبت هاريس التعليق على مقترح قانون في كاليفورنيا يهدف إلى فرض عقوبات أشد على جرائم السرقة والمخدرات، فيما انتقد فريق ترامب استطلاعات الرأي التي تظهر تقدماً لهاريس، واعتبرها محاولة للتقليل من إقبال الناخبين المؤيدين له.
وفي استطلاع حديث في ولاية أيوا، رفض ترامب نتائجه مدعياً أن استطلاعات الرأي الموثوقة تظهر تقدمه.
وتعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غداً الثلاثاء 15 نوفمبر حدثاً مفصلياً. وتشير استطلاعات رويترز وإبسوس إلى أن الناخبين ينظرون إلى كلا المرشحين “بنظرة غير إيجابية” عموماً، إلا أن ذلك لم يثنهم عن المشاركة في الانتخابات.
ويرتفع دعم هاريس بشكل ملحوظ بين الناخبات، بينما يظهر ترامب دعماً أقوى بين الناخبين اللاتينيين، خاصة من الرجال.
تعتبر ولايات ميشيغان، بنسلفانيا، وويسكونسن من الولايات الحاسمة في هذا السباق، إذ تمثل معقلاً أساسياً لكل من هاريس وترامب.
وسبق أن فاز الرئيس الأسبق باراك أوباما بهذه الولايات في عامي 2008 و2012، إلا أن ترامب استطاع قلب الطاولة في 2016 بفوزه فيها، مما أدى إلى نقاشات واسعة داخل الحزب الديمقراطي حول الاستراتيجيات المتبعة، حيث ألقى البعض باللوم على هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب آنذاك، لاعتبارها هذه الولايات مضمونَ الفوز.