أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الاثنين، أن الوقت قد حان لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد مرور عام على ما وصفه بـ”حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
جاءت تصريحاته خلال كلمة ألقاها في المنتدى الحضري العالمي في القاهرة، ونشرت تفاصيلها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.
وقال عباس: “بعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب، يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، الذي ينص على وقف إطلاق النار الفوري، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل القطاع، وتوفير الإغاثة للنازحين تمهيداً لإعادة الإعمار، ومنح دولة فلسطين القدرة على تولي مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة”.
وأشار عباس إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ثلاث مرات منذ أكتوبر الماضي لمنع إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة، منتقدًا هذا الموقف، ومؤكدًا على أهمية تطبيق القرار الأممي رقم 2334 الصادر عام 2016، الذي يؤكد عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
الدمار وتأثيره على التنمية
وأوضح الرئيس الفلسطيني أن جرائم الاحتلال – من دمار واسع وتهجير قسري وتدمير ممنهج للموارد الطبيعية والبنية التحتية – تعيق جهود التنمية الحضرية المستدامة.
وأشار إلى أن الدمار طال أكثر من 80% من منازل غزة ومرافقها الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، وأدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني.
ودعا عباس المجتمع الدولي إلى “وضع حد لتصرفات دولة الاحتلال” ومحاسبتها على “جرائمها وتصرفاتها كسلطة فوق القانون الدولي”، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة وبخاصة القرارين 181 و194، اللذين يتعلقان بتقسيم فلسطين وعودة اللاجئين.
دعوات لإنهاء الاحتلال وتوسيع الشراكات
وكرر عباس دعوته لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال الكامل لدولة فلسطين على حدود عام 1967، مع حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرًا أن “تحقيق هذه الأهداف يعد شرطًا أساسيا لتحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة”.
وفي ختام كلمته، حث عباس على تعزيز الشراكات الوطنية والدولية لدعم الاقتصاد الفلسطيني وخلق فرص عمل مستدامة، بما يتماشى مع معايير التنمية الحضرية العالمية.
يُعقد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة بين 4 و8 نوفمبر، بتنظيم من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبالتعاون مع الحكومة المصرية، بمشاركة عشرات المنظمات الدولية والمحلية، في وقت تستمر فيه الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بدعم أمريكي، وسط خسائر بشرية ودمار واسع، ما يمثل بحسب وصف الرئيس الفلسطيني، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.