إيران تعدم أول يهودي منذ 30 عامًا دون إبلاغ عائلته ومحاميه
في خطوة أثارت ردود فعل واسعة، أعدمت السلطات الإيرانية أرفين جارهامي، الشاب اليهودي البالغ من العمر 18 عامًا، في مدينة كرمانشاه يوم الإثنين 4 نوفمبر 2024. جارهامي كان قد اتهم بـ القتل العمد إثر شجار وقع في الشارع، ليصبح أول يهودي يُنفذ فيه حكم الإعدام في إيران خلال الثلاثين عامًا الماضية.
إعدام دون علم العائلة والمحامي
وفقًا للوثائق التي تم الكشف عنها، فإن السلطات القضائية الإيرانية لم تبلغ عائلة أرفين جارهامي ولا محاميه، بيمان ساكيتخو، عن الإعدام قبل تنفيذه. وفي رسالة أرسلها محامي الدفاع في اليوم التالي للإعدام، أكد أن موكله أُعدم دون علم أسرته، رغم الجهود التي بذلها لإلغاء الحكم. كما أشار ساكيتخو إلى أن عائلة الضحية كانت قد طالبت بإعدام جارهامي، وهو ما يعكس، بحسب البعض، وجود عوامل تؤثر في مجرى العدالة.
انتقادات حقوقية وإدانة واسعة
تُعتبر قضية أرفين جارهامي من أكثر القضايا المثيرة للجدل في إيران، حيث يرى العديد من نشطاء حقوق الإنسان أن الإجراءات القضائية شابتها ممارسات معادية للسامية. وقد وصف جورج هارونيان، الناشط الإيراني الأمريكي في مجال حقوق الإنسان، عملية الإعدام بأنها “تعكس قسوة النظام” و”تجاهل للحقوق الأساسية”.
من جانبها، انتقدت إسرائيل إعدام جارهامي، واعتبرت عبر حسابها الفارسي الرسمي على شبكة X (تويتر سابقًا) أن “إعدام هذا الشاب اليهودي يظهر النظام الإيراني كطائفة إجرامية ومتعطشة للدماء”. كما اعتبر العديد من المستخدمين الإيرانيين أن الإعدام يمثل نوعًا من الانتقام من إسرائيل في وقت حساس سياسيًا، في إشارة إلى التوترات المستمرة بين إيران وإسرائيل.
إعدام جارهامي في سياق التوترات مع إسرائيل
كتب محمود أميري مقدم، مدير المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان، على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي: “في خضم التهديد بالحرب مع إسرائيل، أعدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم أرفين جارهامي، مواطن يهودي إيراني”. هذه التصريحات تشير إلى أن الإعدام قد يكون جزءًا من الاستراتيجية السياسية لإظهار القوة والرد على التهديدات الإقليمية.
زيادة مقلقة في الإعدامات في إيران
تأتي إعدام جارهامي في وقت تتزايد فيه عمليات الإعدام في إيران، حيث أعدمت السلطات الإيرانية الشهر الماضي ما لا يقل عن 161 سجينًا في مناطق مختلفة من البلاد. وفقًا لـ منظمة العفو الدولية، فإن إيران كانت مسؤولة عن 74% من الإعدامات المسجلة عالميًا في العام الماضي، وهو ما يعكس التصعيد الملحوظ في استخدام عقوبة الإعدام.
الإعدام والمجتمع اليهودي الإيراني
منطقة كرمانشاه، حيث تم تنفيذ الإعدام، تضم واحدة من أصغر الجاليات اليهودية في إيران، وهي جالية تبلغ حوالي 9000 شخص حسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2024. ووفقا للجنة اليهودية في طهران، فإن المجتمعات اليهودية في إيران تعيش في ظل ظروف معقدة تتأثر بالسياسات المحلية، وسط توترات سياسية وإقليمية قد تؤثر على حياتهم اليومية.