ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد صناعة النفط الإيرانية، التي تُعد المصدر الأساسي لعائدات الحكومة الإيرانية.
ويُتوقع أن تركز استراتيجيته على “خنق” صادرات النفط الإيرانية، وهو ما يُعد خطوة حاسمة ضمن خطط الإدارة الجديدة للضغط على النظام الإيراني.
استراتيجية جديدة لتقليص صادرات النفط الإيراني
بحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتخذ إجراءات قانونية ضد الموانئ والتجار الذين ينقلون النفط الإيراني.
وتشير التقارير إلى أن هذه العقوبات ستكون مشابهة لتلك التي فرضتها الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى، ولكن مع تركيز أكبر على منع تصدير النفط الإيراني، وهو ما يشكل المصدر الأهم لعائدات طهران.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض للصحيفة: “أعتقد أنكم ستشهدون عودة العقوبات، وربما أكثر من ذلك بكثير. سوف يحاولون عزل إيران دبلوماسيًا واقتصاديًا”، مضيفًا أن إيران في “وضع ضعيف” الآن، وأن هناك فرصة للضغط عليها لتحقيق تنازلات.
أهمية النفط الإيراني
تُعتبر صناعة النفط الإيرانية العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، حيث تساهم بنسبة 79% من إجمالي عائدات التصدير، ومع القطاعات المرتبطة بها، تشكل أكثر من 85% من الصادرات. وقد تعرضت طهران لعدة محاولات لعرقلة تصدير نفطها في الماضي، ما دفعها إلى خفض الأسعار وتقليص إيراداتها بشكل ملحوظ.
وخلال الولاية الأولى لترامب، تم تطبيق عقوبات قاسية على إيران بهدف تقليص صادراتها النفطية، رغم أن هذه الإجراءات حققت نتائج محدودة في الحد من تدفق النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.
وفي ظل الوضع الراهن، تتخوف إيران من أن تقوم الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات أكثر قسوة قد تُؤدي إلى شل حركة صادراتها النفطية بالكامل.
مخاوف إيران من الإجراءات الأمريكية
في وقت تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغط على إيران، يُعتقد أن طهران ستسعى إلى تعزيز علاقاتها مع قوى عالمية مثل الصين وروسيا لمواجهة العقوبات الأمريكية.
ويُذكر أن إيران قد تكثف تعاونها مع منظمة شنغهاي للتعاون، وهي تحالف آسيوي تقوده الصين وروسيا ويضم دولًا كبيرة مثل الهند وباكستان وكازاخستان، وهو ما قد يوفر لطهران مسارًا بديلًا لتعويض التأثيرات السلبية للعقوبات.
كما أشار دبلوماسي إيراني إلى أن الرد المحتمل من إيران على هذه العقوبات قد يكون بتسريع برنامجها النووي، في خطوة تهدف إلى تعزيز أوراق ضغطها في مواجهة العقوبات الأمريكية.
هل قد يتوصل ترامب إلى اتفاق مع إيران؟
على الرغم من التصعيد المتوقع، لا يُستبعد أن يكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بين ترامب وإيران في المستقبل، حسبما يقول ميكي مولروي، الذي شغل منصبًا رفيعًا في وزارة الدفاع الأمريكية خلال ولاية ترامب الأولى.
وأضاف مولروي: “ترامب يحب إبرام الصفقات، طالما كانت هذه الصفقات صفقاته”. هذا التصريح يشير إلى أن ترامب قد يسعى في نهاية المطاف إلى التوصل إلى تسوية مع طهران، إذا كانت الظروف ملائمة.