قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد قدم أكثر من 980 ألف قذيفة مدفعية لأوكرانيا خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مشيرًا إلى أن الاتحاد يخطط لزيادة هذا الرقم إلى مليون قذيفة بحلول نهاية العام الحالي. وكان الاتحاد قد أعلن في البداية عن خطة لتوفير مليون طلقة مدفع عيار 155 ملم لأوكرانيا في أول شهرين من عام 2024، إلا أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي اعترفوا بعد ذلك بتحديات الإنتاج، ما دفعهم إلى إعادة تقييم الجدول الزمني لهذه الإمدادات.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الأوكرانية يوم الاثنين، أكد بوريل على التزام الاتحاد الأوروبي المستمر بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على زيادة إمدادات الذخيرة مع تزايد التوترات الدولية والمخاوف بشأن تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على موقف الدعم لأوكرانيا.
تصريحات ترامب وتحولات في السياسة الأوروبية
من جانب آخر، أكد بوريل أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد شكل دافعًا قويًا للاتحاد الأوروبي لتكثيف دعمه العسكري لأوكرانيا. خلال حملاته الانتخابية، عبر ترامب عن استيائه من حجم المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وأكد أنه إذا فاز في الانتخابات، فإنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة عبر التوصل إلى اتفاق مع موسكو.
وفي سياق متصل، أشار بيتر فيالا، رئيس وزراء جمهورية التشيك، إلى أن بلاده ستساهم بنصف مليون قذيفة مدفعية أخرى لأوكرانيا بحلول نهاية هذا العام، في إطار مبادرة تشيكية مشتركة مع عدة دول أوروبية. هذه المبادرة تهدف إلى دعم القدرات العسكرية الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية، إلا أنها فرضت ضغوطًا اقتصادية كبيرة على الدول المساهمة، خاصة على الاقتصاد التشيكي الذي يشهد حاليًا تصاعدًا في معدلات التضخم.
أوكرانيا تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية المحلية
في الوقت نفسه، تعمل أوكرانيا على تقليل اعتمادها العسكري على حلفائها الغربيين من خلال زيادة قدرتها الإنتاجية المحلية في مجال الأسلحة والذخيرة. وفقًا للمسؤولين الأوكرانيين، ارتفع إنتاج قذائف الهاون في البلاد بشكل كبير، حيث كانت البلاد تنتج صفر قذائف قبل الحرب، لكنها أصبحت الآن قادرة على إنتاج عدة ملايين من القذائف سنويًا. كما عززت أوكرانيا قدراتها في إنتاج الطائرات بدون طيار، التي تم استخدامها بكثافة في المعارك الأخيرة.
الوجود العسكري الروسي في المحيط الأطلسي
في إطار التصعيد العسكري في الحرب الأوكرانية، أعلن الجيش الروسي عن دخول فرقاطة “الأدميرال جلوفكو”، المزودة بصواريخ “زيركون” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى المحيط الأطلسي عبر القناة الإنجليزية. وتُعتبر هذه الفرقاطة جزءًا من تعزيزات روسيا العسكرية، التي تستخدم صواريخ “زيركون” لضمان التفوق على أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ الغربية.
تعتبر صواريخ “زيركون” من أبرز الأسلحة الروسية الحديثة، التي تتمتع بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات، مما يجعل من الصعب اعتراضها بواسطة الأنظمة الدفاعية الحالية. وقد بدأت روسيا إنتاج هذه الصواريخ بكميات كبيرة بهدف تعزيز قوتها العسكرية في مواجهة التحولات الجيوسياسية والتهديدات من الغرب.